كتاب سبر

كورونا ومدرسة الصوم

الحمدلله الذي فرض الصيام على عباده طهارة وتقوى وشفاء ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي حثنا على كثرة الدعاء في الصيام فللصائم عند فطره دعوة لا ترد ، بإذنه تعالى قد اقتربت هذه الدعوه ؛ إن هي إلا ساعات معدودات ويهل علينا هلال الخير والبر والاحسان ، نعم يهل علينا شهر رمضان ، والعالم كله مرعوب خائف من كورونا ؛ إلاَّ نحن المسلمون بعد الأخذ بالأسباب لا نخاف ؛ لاننا تعلمنا في مدرسة الصوم الصبر ، وان الأمور تسير بمقادير وان الذي يرفع البلاء هو الله سبحانه فأمرة يتم بلمح البصر حيث قال الله تعالى : (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) القمر/50 .
تعلمنا في مدرسة الصوم كيف يكون الدعاء لله في السراء والضراء وإنه جلَّ جلاله قريب مجيب للدعاء ، فلنكثر من الدعاء فلا يدفع البلاء إلا هو جلت قدرتة سبحانه وتعالي ، تعلمنا في مدرسة الصوم الثقة بالله وأن الفرج قادم لا محالة بشرط إخلاص النية في العمل ؛ لذلك أبشروا يا أحباب فإن رمضان شهر تفرج فيه الكربات ، وكم من كربة مرت بالأمة عبر تاريخها وكان الفرج والفتح والنصر في رمضان ؛ وإن كنا قد حرمنا من الصلاة في المساجد والسمر مع الأهل والأصحاب وهذا أمر محزن ؛ ولكن الأخطر أن نعتقد أن رمضان هذه السنة بلا فوائد، ففضائل رمضان لن تتأثر أبداً بهذه الجائحة ، فمازالت أبواب الجنة تفتح وأبواب النار تغلق فيه ، ومازال لله عتقاء من النار في كل ليلة ، ومازالت ليلة القدر خير من ألف شهر فإياكم من الفتور والضعف والاحباط.

ختاما :

لنستغل شهر رمضان العظيم الذي يعتبر فرصة ذهبية سنوية للعتق من النار ودخول الجنة وذلك من خلال الإكثار من الطاعات والدعاء والتضرع للمولى عز وجل وبكل إخلاص أن يكشف عنا هذه الوباء ، كذلك يعتبر شهر رمضان فرصة في مكافحة كورونا عندما نطبق التباعد الاجتماعي والانصياع لتعليمات الجهات الحكومية ، ولا سيما إخوتنا العائدين قريبا لأرض الوطن ، وذلك للمساهمة الوطنية من أجل الحد من انتشار هذا الوباء.

نسأل الله سبحانه وتعالي بأسمائه الحسني وصفاته العلى أن يكشف عنا هذه الغمة وبلاد المسلمين وكل البشرية ،
اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء ، شرفاء أمناء برحمتك يا أرجم الراحمين .
مبارك عليكم الشهر وتقبل الله طاعتكم
ودمتم بخير

د.حمود حطاب العنزي