كتاب سبر

كن “نفيلا”.. ولا تكن “أبو رغال”

حاول نفيل بن حبيب الخثعمي وقبيلته وقف جيش أبرهة المتوجه لهدم الكعبة، فهُزم “نفيل” وجيشه وأخذ أسيرا بعد أن قال لأبرهة “أبق على حياتي فأكون لك دليلا في أرض العرب” وبعد وصول جيش أبرهة إلى مكة، وهمّ الفيل بهدم الكعبة ركب “نفيل” فرسه وأنطلق حتى كان بمحاذاة الفيل فقال له في أذنه: “أبرك محمود وأرجع راشدا من حيث أتيت” ثم وجه فرسه نحو الجبال هاربا… بينما قبيلة ثقيف استقبلت جيش أبرهة وقالوا له أن الكعبة موجودة في مكة خوفا من أن يُهدم بيت “اللات”، وأرسلوا معهم “أبو رغال” ليدلهم على الكعبة .

حاول الفارس “نفيل” وقف جيش أبرهة الجرار ثم فشل فطلب من أبرهة الإبقاء على حياته ليستفيد منه في أرض العرب، ثم صحح موقفه فكان سببا -بعد الله- في تراجع الفيل عن هدم الكعبة، بينما “أبو رغال” سار مع جيش أبرهة بكل أريحية فمات في الطريق، وكانت العرب ترجم قبره إذا مروا به، واليوم يضرب به المثل بأنه رأس الخيانة العربية.

التاريخ لا ينسى الخيانات، ولا يتجاهل كل من تراجع عن الخيانة والتخاذل وصحح موقفه ، ولا يغفل عن أي عمل بطولي يفشل بل يذكره بالاكتفاء بشرف المحاولة… فكن “نفيلا” وصحح موقفك المتخاذل قبل فوات الأوان، ولا تكن “أبو رغال” صاحب القبر المرجوم.

سلطان ين خميّس