كتاب سبر

التعليم عن بعد

في الوقت الذي تتسابق فيه مراكز الابحاث الطبية لإنتاج لقاح للمرض المستجد كوفيد_19 ؛ نجد مؤسساتنا التعليمية تجتهد في تجريب التطبيقات التعليمية محاولة الوصول الي صيغة تعليمية تصلح لأن تكون قاعدة لانطلاق تعليم فاعل عن بعد ؛ وهنا تكشفت العيوب في البرامج المعتمدة سابقاً من وزارة التربية التي كان ينظر لها على أنها مفخرة المؤسسات التعليمية في مجال التعليم الذكي.

وفي نفس السياق نجد دول عربية استفادت من وجود قاعدة للتعليم الالكتروني لديها قبل الجائحة ؛ ما جعلها تنجح في التعامل مع الأزمة وتتجنب تداعياتها السلبية على قطاع التعليم ، ومن بين هذه الدول الجزائر والسعودية والإمارات ، وإن كانت تجربة الدول الخليجية هي الأقدر والأنجح في هذا المجال ، وذلك لما تملكه من إمكانيات مادية وبشرية مكنتها من الاستثمار في منظومة التعليم عن بعد ما جعلها تخوض تجربة رائدة في هذا المجال ، قطفت ثمارها مع تطبيق إجراءات الوقاية الشاملة والتي تضمنت فرض الحجر الصحي العام. وعليه يجب أن تتجه الأنظار الي تقيم تجارب الآخرين للاستفادة منها والتعرف على أهم التحديات التي تواجه تجربة التعلم عن بعد حيث أكد خبراء وأكاديميون وتربويون وطلبة أن التحديات التي واجهتهم تنحصر بشكل أساسي في كونها تحديات تقنية متعلقة بالتعامل مع خدمة الانترنت ونوع الأجهزة المستخدمة وأحيانا يكون من الضغط على الشبكة بسبب دخول كل الطلاب على الموقع في نفس الوقت ؛ لذلك نقترح فصل الدوام المدرسي الي جزئين الأول من 8 صباحا الى 12 ثانوي الابتدائي ، ومن 2 مساءا إلى 6 مساءا لطلبة المرحلة المتوسطة لتفادي الضغط على الشبكة.
ومن بين التحديات أيضا أن العاملين في مجال التعليم عن بعد لم يتم تدريبهم بالشكل الكافي والأمر يتعاظم بأن الإدارات المدرسية والمعلمون وجدوا أنفسهم أمام الأمر الواقع في تحدٍ وطني قادرين بإذنه تعالى على تجاوزه بكل مهنية وتحمل مسئولية والتزاماً منهم بالميثاق الأخلاقي للمعلم.

وعلى القائمين على وزارة التربية التخطيط للأستثمار في التعليم عن بعد والنظر إليه كإستراتيجية مستقبلية ضرورية ، وليس كخيار بديل في الحالات والأوضاع الاستثنائية. ولا سيما وأن الأصوات ترتفع الآن تنادي بإعتماد التعليم عن بعد ؛ ما بعد كورونا في حالات معينة من بينها شهر رمضان وعند ارتفاع درجات الحرارة وأثناء التقلبات الجوية ليصبح التعليم الذكي مسانداً ورافداً للتعليم التقليدي.

ختاما :
كشفت جائحة كورونا تخلفنا في التعليم عن بعد الذي بدأ منذ منتصف التسعينات نتحدث عن ربع قرن مضى والعالم يسير بسرعة في الوقت الذي نحن نزحف فيه ؛ ولا أحد ينكر جهود وزارة التربية في أزمة كورونا والوصول الى منصة تعليمية للتعليم عن بعد ؛ إلا أن الضرورة تقتضي تغير العقلية التربوية بهدف إنتاج تعليم ذكي يصلح للتنمية المستدامة ويحقق الاستثمار الأمثل في رأس المال البشري وبالتالي تطويع التكنولوجيا لخدمة المجتمع الكويتي .
اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء ، شرفاء ، أمناء .
ودمتم بخير.

د.حمود حطاب العنزي

3 تعليقات

  • اللهم امين يارب العالمين. كلامك مس كل البيوت وكل العائلات لان موضوع التعليم عن بعد للاسف لم يطبق بالطريقه الصحيحه ولم ولان نجني اي ثمار منه حتي الان منذ اذمة كرونا واذمة كرونا بالفعل كشفت اشياء كتير جدا ومن اهمها مستقبل اولادنا الذي صار مجهول الله ينور بصيرتهم لكل ما هو خير لاولادنا يارب واهنيك اخي الغالي الدكتور / حمود لهذا المقال الاكثر من رائع ويجعلك ديما لنا نور وضياء في طريق مظلم الله يحفظك ويحفظ شعوبنا العربية بحفظه الكريم 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

أضغط هنا لإضافة تعليق

اترك رداً على علي اسعد وطفة إلغاء الرد