كتاب سبر

High Light
المعارضة الرشيدة

إن فلترة المواقف السياسية ومراجعتها من فترة لأخرى، بما يتوافق مع المزاج العام، تعتبر من أبجديات العمل السياسي، وهي أيضاً ضمان نجاح واستمرار لرجل السياسة؛ لأن هذه المراجعة تتيح له القدرة وبكفاءة على طرح قضايا تلامس هموم الناس، وإمكانية حلها من خلال القنوات الدستورية المتاحة؛ وتقتضي الحاجة لذلك خلق مساحات كافية للتعاون مع السلطة التنفيذية بطرق لا تخل بالمبادئ والأخلاق والقيم الديمقراطية، ما من شأنه الوصول لنقاط مشتركة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ؛ وهذا ما تطرق له الحربش في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمجلس ٢٠١٦ .

وأكد عليه أيضا البراك بعد خروجه من السجن في خطابه الثاني . وعليه يجب أن تتخلص السلطة من هيمنة الطفولة السياسية على المشهد السياسي لنتمكن من التأسيس لنقطة انطلاق لحوار وطني عام بهدف التصالح بعد فترة من الاحتقانات السياسية، تشارك فيه الحكومة بكل أجهزتها ذات العلاقة مع كل القوى السياسية وجمعيات النفع العام والاتحادات الطلابية والإعلام ورجال الأعمال والنشطاء السياسيين؛ حوار يعبر عن كل مكونات المجتمع الكويتي، على أن يكون إطاره العام هو: تطلعات وآمال أبناء الشعب الكويتي بإعادة أمجاد الماضي، وذلك باسترجاع الكويت كما كانت عروساً للخليج ومنارة للثقافة العربية، وذلك بفضل تضافر جهود أبنائها المخلصين من جميع الطوائف والفئات.

إن الشرط الأساسي لنجاح هذا الحوار هو أن يكون عقلانياً يتم فيه الابتعاد عن إلقاء اللوم من جميع الأطراف، والانطلاق مباشرة نحو عصف ذهني تتم فيه مناقشة وتبادل الأفكار مع الآخرين في إطار قيم الديمقراطية التي تعطي مساحة كبيرة لاستيعاب كل الأطروحات المختلفة، ومهما كانت حدتها؛ حتى لا ينزلق المتحاورون باختلاف مرجعياتهم إلى المهاترة والتشنج بسبب الجهل والانفعال العاطفي والتعصب نتيجة للتحدي والإثارة بهدف دغدغة مشاعر الآخرين.

ختاماً: من الوهلة الاولى المعارضة الرشيدة بالمنفى ومن يتبعها تبنوا نهج التهدئة المشروطة ولا زالوا في حال سعت السلطة إلى ذلك، على أن تكون جادة لحلحلة القضايا العالقة، والتوقف عن الإجراءات الرادعة التي اتخذتها سابقاً بحق بعض المخلصين من أبناء الشعب الكويتي على خلفية الآراء السياسية، ورفع قيود تكميم الأفواه فيما يتعلق بالتعبير عن الرأي، وصولاً إلى العفو العام الشامل ، فعلى حكماء السلطة تبني ذلك وعدم المراهنة أكثر على حكمة وصبر الشرفاء من الشعب الكويتي ولا سيما في ظل تفشي الفساد وتردي الأوضاع في كل مناشط البلد … اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء ، شرفاء ، أمناء ..

ودمتم بخير.

د.حمود حطاب العنزي

3 تعليقات

  • اللهم امين يارب العالمين.🤲🏻🤲🏻 اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء شرفاء أمناء. مخلصين لوطنهم ويحبون ويخافون علية مثلك اخي الغالي الدكتور /حمود مقال رائع كما عوتنا👍🏻الله يحفظك ويكتبلك كل الخير والتوفيق والنجاح لانك فعلا بتستاهل كل الخير 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

  • أحسنت دكتورنا الفاضل المحترم الخلوق دمتم بصحه وعافية وسعادة عاشت الكويت باأميرها وولي العهدوحكومتها وشعبها بالأمن والرخاء

  • لا فض فوك ..🌺
    دكتور حمود حطاب العنزي

    لاشك أن الأدلة والبراهين أثبتت صدق حوكمة المعارضة ” الرشيدة ” التي حاولت تسليط الأضواء على مواطن الفساد والهدر وأشارت إلى ضعف أداء بعض القيادات فالحكومات السابقة
    وفشل حكومتنا الرشيدة

    حبذا لو تطبق الحكومة منهج (الحوكمة) لأنه منهج الإدارة الذي يمنحها إجراءات وسياسات تحدد الأسلوب الأمثل لتدار من خلاله الوزارات بكل وضوح و سرعة ومرونة الأداء والشفافية في العمل.
    ويوظف النظام الإدارة الرشيدة
    ان الحوكمة تعد الاسلوب الفعال في القضاء على الفساد الاداري فيما لو فُعِلت حوكمت الحكومة

أضغط هنا لإضافة تعليق