كتاب سبر

أنا لست إخوانيًا ولا حزبيًا.. أنا أرفض أن أكون مغفلا

سحابة من جنون الارتياب والتصنيف تخيم على أجزاء كبيرة من العالم العربي، وكان الجزء الأكبر منها يغطي سماء دول الخليج حتى أصبح نهارها حزبيًا وليلها إخوانيًا !.

من سمع أو قرأ عن مصطلح المكارثية وأراد معرفتها على أرض الواقع، ليس عليه سوى زيارة مصر ودول الخليج … (أنت إخواني) الكلمة التي ستسمعها مع أول نقاش ديني أو سياسي تختلف فيه مع الطرف الآخر!. فمجرد نقاشك مع تلك العقول تظن أن الإخوان يشكلون نسبة ‎%‎80 من مجموع 1.9 مليار مسلم !.

وأنا من ضمن الذين نالهم نصيب من هذا التصنيف، وما أنا إلا نقطة في بحر عالم كبير يحتله الإخوان ويهيمنون على قاراته الست كما يخيل لهؤلاء.. بداية انتشار جنون الارتياب والتصنيف انطلقت من مصر عندما خرجت علينا إحدى الصحف الكبرى في مانشيت عريض: (أوباما من الإخوان) !!..ثم استقر هذا الجنون في دول الخليج من خلال عناوين جمة، منها (المظاهرات المناهضة للعنصرية في أمريكا يقودها الاخوان ضد ترامب) و (المقاطعة الإسلامية العربية لمنتجات فرنسا هي حملة إخوانية منظمة) .. ناهيك عن سياسيين وإعلاميين لا يعرفون من الإخوان إلا إخوانهم الأشقاء تم تصنيفهم أيضا !، زائد محاضرات لبعض المشايخ مضمونها (احذر قد تكون إخوانيًا وأنت لا تعلم).

الخلاصة: أنا لست إخوانيًا ولا حزبيًا عندما انتصر لنبينا محمد ﷺ.. أنا لست إخوانيًا ولا حزبيًا عندما أهتم بمعاناة المسلمين والمستضعفين.. أنا لست إخوانيًا ولا حزبيًا عندما أطرح رأيا سياسيا قد لا يعجبك أو أناقشك في رأي شيخك الذي تقدسه.. أنا وببساطة أرفض أن أكون مغفلا (سهل الاستحمار)

سلطان بن خميّس