كتاب سبر

هل نضجت هيئة التحرير سياسيا .. وأدرك الجولاني فقه الواقع ؟

الظهور المتكرر لقائد هيئة تحرير الشام “أبو محمد الجولاني” وحديثه في وسائل الإعلام ، يعطي إشارات عن تطور العقلية الجهادية لهيئة تحرير الشام، وهذا التطور برز في التعاطي السياسي أمام التدخلات المحلية والخارجية سواء بالمواجهة أو المهادنة السياسية، طبعا دون المساس بثوابت الثورة، وهذا كان في السابق من سابع المستحيلات وخصوصا بعد الدعاية التي بلغ صداها الآفاق محليا وعربيا وعالميا عن العقلية القاعدية التي تسيطر على الجولاني وهيئة تحرير الشام وأن كلمة “سياسة” محرم في قاموسهما !.

أظن أن البداية كانت بعد سيطرة الهيئة في إدلب ثم دخول القوات التركية إلى داخل سوريا والتي كان الجميع يتوقع -وبعضهم يتمنى- أن تنشب حرب طاحنة بينها وبين الهيئة يستفيد منها النظام وبعض الدول وأطراف محلية في الثورة ، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن هؤلاء، فلم تحدث حرب بتاتا وإنما كان وفاق سياسي ولكن غير معلن.. ومن بعدها نرى في كل ظهور إعلامي للجولاني يكون فيه النهج مختلف عن سابقه .. وهنا نتساءل، هل نضجت الهيئة سياسيا وأدركت فقه الواقع ؟ وهل ستكون شعرة معاوية هي عنوان المرحلة الحالية والقادمة وتصبح السياسة عند الهيئة ملازمة لجهادها في الثورة السورية ؟.. والسؤال الأهم، هل من الممكن رؤية طالبان جديدة في الثورة السورية كطالبان الأفغانية التي تحمل دائما في جعبتها رمحين، رمح القتال ورمح السياسة ؟

نقطة مهمة:

ردود الأفعال التي تتزامن مع ظهور الجولاني في كل لقاء ، بدأت بـ “قعدنته” ثم “دعشنته” ووصفه بالهمجي والتشكيك في نسبه، ثم تغير رد الفعل إلى وصفه بالمميع مع تركيا، وحاليا في مرحلة السخرية منه بعد لقاء الصحفي الأمريكي… وهذا هروب من الواقع لا يصب في صالح الثورة والسوريين، لأن الجولاني وهيئة تحرير الشام قوة حقيقية وواقع لا فائدة من الهروب منه أو تجاهله بل يجب الاستفادة منهما لصالح الثورة والسوريين .. وقد صدق آرثر شوبنهاور عندما قال:

كل الحقائق تمر بثلاث مراحل:
أولاً: تتعرض للسخرية
ثانياً: تقاوم بعنف
ثالثاً: يتم اعتبارها من المسلمات.

سلطان بن خميّس