كتاب سبر

كم مرة نعيدها.. “وين رايحين”؟!

لندع قضية المشاجرة في مجلس الأمة جانبا، فهي حدثت تاريخيا في دول أخرى من شاكلة ـ وأفضل من- حالتنا، هناك مسألتان يجب الوقف عندهما الأولى: ما ذكره النائب الملا عن رفض وزارة الدفاع تقديم إجابات عن أكثر من 90 بالمئة من أسئلة ديوان المحاسبة، لماذا؟!
هل لدى الوزارة عشرات ومئات التجاوزات (هذبنا كلمة سرقات لتجاوزات) وهي لا تريد الكشف عنها؟

كانت هناك قضية واحدة مثل صندوق الجيش التي كشفها المرحوم الشيخ ناصر صباح الأحمد ودفع ثمنها غاليا بخروجه من الوزارة، فهل هناك غيرها قد تطيح بمسؤولين وتجار أسلحة كبار نهبوا البلايين عبر فساد الإدارة المالية في هذه الوزارة، لم لا يكمل وزير الدفاع الحالي الشيخ حمد جابر العلي نهج الراحل الشيخ ناصر صباح في مصداقيته ونزاهته بالكشف عن “المسكوت عنه” في وزارة تعد تكلفة الجندي فيها الأعلى في العالم، على ماذا؟.. الجماعة أبخص كالعادة.

الأمر الآخر، وهو الدعوة لمناقشة الحالة المالية للدولة الأسبوع القادم في جلسة سرية؟ لماذا جلسة سرية طالما أنتم “حزب الابخص” الحاكم تشكون من الحالة المالية وتراكم العجز المالي لسوء إدارتكم الريعية للدولة، وان أكثر النواب الآن وفي السابق في مشاريعهم الشعبوية يرفضون أي مشروع إصلاح مالي قد يكلف المواطن بعضا من ماله، مع أنكم أنتم من هلل ورفع شعار “لا مساس بجيب المواطن” وأنتم تعلمون في النهاية أنه سيتم خرق جيبه بصورة أو بأخرى، وأن مستقبل أجياله تلاشى تماما، فلماذا لا يعلم الناس بحقيقة الحالة المالية، لربما يتفهمون بعضا من تبريراتكم كفرض الضريبة وتخفيض الدعوم، لعل المواطن “البسيط” يتقبلها في النهاية، بشرط إعمال قاعدة الغرم بالغنم على المواطن “غير البسيط” القريب من قلوبكم، أخبرونا يا جماعة الى أين نحن سائرون ؟

حسن العيسى