كتاب سبر

كم من “فرودو” بائس جعلناه بطلا ؟

في ثلاثية “سيد الخواتم” الأسطورية، وجدنا متعة المشاهدة حقا، لدرجة أننا نعود لمشاهدتها مرارا وتكرارا دون ملل!.. لكن للأسف، تلك الثلاثية لم يشبها شائبة سوى تلك المقاطع التي يظهر فيها “فرودو” فقد كانت النقطة المسيئة في هذه الثلاثية! … بائس، أحمق، كثير التذمر.. لقد كان في الحقيقة عبء ثقيل على كاهل “سام” الشجاع والوفي والصادق الذي يستحق الثناء في هذه الثلاثية وليس في ظهوره كمجرد تابع لـ “فرودو” يحمل متاعه تارة ويحمله هو بنفسه تارة أخرى !

‏في هذه الثلاثية كان هناك أيضا أبطال شجعان أوفياء، يواجهون الموت المحتوم في مغامرات خطيرة وذلك لتعبيد الطريق لـ “فرودو” الذي كانت مهتمه الوحيدة فقط هي إلقاء الخاتم السحري في جبل الهلاك حتى يموت معه “سورون” الذي يملك الجيوش الكبيرة وبامتلاكه هذا الخاتم ستنتهي البشرية والأجناس الأخرى بسبب قوة الخاتم.. وفي النهاية ومع كل جهود الأبطال المضنية في حماية “فرودو” وخصوصا تابعه “سام”، نراه -أي فرودو-يطمع في الخاتم وينجذب لسحره وقوته، ويخون الجميع وكل بطولات أصدقائه للاحتفاظ بهذا الخاتم لنفسه! ،ولولا طمع “سميغل” الذي يفوق “فرودو” في شدة الطمع والذي أنهى حياة الخاتم مع حياته في سقوطه بالنار، لكانت خيانة “فرودو” مسحت خيانة “أبو رغال” من التاريخ بأكمله !.. ومع ذلك يُظهر المؤلف لكل مشاهدي العالم بأن “فردود” هو البطل الأوحد، وهو المنقذ للعالم أجمع رغما عن أنوف المشاهدين، ومتجاهلا بهذا كل بطولات الشجعان الواضحة في هذه الثلاثية ! .

‏نقطة مهمة:
‏هنا نتساءل ، كم هناك من “فرودو” في عالمنا العربي الحالي ؟ وفي نفس هذا العالم أيضا، كم من “فرودو” في حياتنا السياسية والاجتماعية والدولية ؟… والسؤال الأهم، كم عدد الذين سُلبت منهم بطولاتهم ومواقفهم المشرفة في سبيل إظهار “فرودو” بصورة البطل ؟.. ابحثوا في السياسة والمجتمعات العربية ، وقد تجدون الكثير.

سلطان بن خميّس