كتاب سبر

High Light
ثعلب مكار

هرب فيل من الغابة ، فسألوه : لماذا هربت؟ قال : لأن الأسد قرر أن يقتل كل الزرافات ، فقالوا له : لكنك فيل ولست زرافة ، قال : نعم أعلم أنا فيل ، ولكن الأسد كلف الحمار بمتابعة الموضوع …
هذا ما حدث في عالم الحيوان فالفيل هاجر بسبب تولي الحمار متابعة تنفيذ القرارات الملكية ؟!

اما في عالم الإنسان فالوضع أدهى وأمرْ ، فتسلط على هذا العالم مجموعة جشعة من الثعالب المكارة تخطط ليل نهار لنهب الأموال والمقدرات والمضحك المبكي أن مجموعة من الكائنات الهامشية تخدم هؤلاء مقابل الفتات في مشهد مخجل يصور أدنى درجات انحطاط الكرامة ، فكيف للإنسان خيانة وطنه من أجل حفنة دنانير يتقاضاها للتطبيل لسراق المال العام ؟!.
هذا يضعنا أمام سؤال مُلحْ..
كيف نكافح الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة؟
فالاجابة على هذا السؤال تتطلب إرادتين ؛ رسمية وشعبية تنتج عنها حملة شعبية لمكافحة الفساد تشارك بها كل مؤسسات المجتمع المدني الرسمية وغير الرسمية ؛ ولا سيما التربية والإعلام لأهمية دورهمها في هذا الإتجاه ؛ لخلق جيل واعٍ يحافظ على مقدرات البلد
لديه حس وطني يقدم فيه مصالح الوطن العليا على مصالحه الشخصية ؛ فالدولة لديها مسئولية في هذا الإتجاه في تقديم أعلى درجات الشفافية وحماية المُبلغْ ومكافأته ، وضمان تطبيق القانون على من تثبت عليه شبهة الفساد مهما علا شأنه.

ختاما :

من ضمن أهم استراتيجيات مكافحة الفساد والتي أثبتتها دراسات البنك الدولي؛ هي معايير اختيار القيادي على أن تكون أهم صفاته : الديمقراطية والطموح ، والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية ، الاحترام ، الخبرة ، التعاون ، القدرة على تفجير طاقات المرؤسين ، وقوة الشخصية ، الحكمة ،  الإخلاص ، الأمانة ، الثقة بالنفس ، الإلمام بمهام العمل ، القدرة على خلق بيئة عمل تشجع على الابداع ، حث الموظفين على المشاركة بالأنشطة والفعاليات والعمل الجماعي … إلى آخره

آن الأوان لتشريع هذا القانون اذا كنا جاديين في مكافحة الفساد؟!
ودمتم بخير

د.حمود حطاب العنزي