كتاب سبر

لماذا يا مشرف ؟

من المؤكد أن تساؤل ” لماذا جمعية منطقتنا لا تضاهي جمعية مشرف التعاونية فيما تقدمه من خدمات وعروض وتطوير لمرافق المنطقة ” قد تبادر إلى ذهنك أو سمعته أو قرأته بصياغات مختلفة من قبل العديد من أفراد المجتمع.

وللإجابة على هذا التساؤل المشروع والمنطقي يجب أن تعلم عزيزي القارئ أسباب هذا التطور ودوافعه والمراحل التي مر بها، فالتطور الحاصل بإدارة جمعية مشرف التعاونية لم يكن وليداً للصدفة، أو عملاً من أعمال السحر، أو فعلاً لعصا موسى، أو إنجازاً فردياً وشخصياً يحسب لمنقذ منتظر، بل هو نتاج حراك وانتفاضة شبابية بدأت أولى خطواتها قبل ما يقارب الـ 12 سنة، وكانت تهدف للتصدي لعملية التقسيم الطائفي والقبلي والعائلي التي عصفت بالمنطقة بفعل فاعل وتغذية واستغلال من قبل تيارات وجماعات ومستفيدين يهدفون للسيطرة على مخرجات الانتخابات.

تلك المجاميع التي دفعت بالتقسيم نحو التفاقم إلى أن وصل الأمر لأن يمتلك مجموعة من الأفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد سلطة تحديد من سيكون عضو مجلس الإدارة القادم.
وبالطبع استخدموا ذات الآليات والأساليب الفاسدة التي تستخدم في جميع عمليات الانتخاب التي تحدث سواءً بالاتحادات الطلابية أو النقابات أو جمعيات النفع العام.
ممثل عن الحزب الفلاني وممثل عن القبيلة الفلانية وممثل عن المجموعة العلانية وهيا بنا نسيطر على النتائج بغض النظر عن كفاءة من سيقع عليه الاختيار.

ولمن لا يعرف طبيعة مجتمع منطقة مشرف، فأستطيع القول وبكل فخر أن تلك التقسيمات وذلك الفرز دخيل على مجتمعها، ولم يعتد قاطنوها ذلك الخطاب، لذا كان من المستحيل له الاستمرار لفترات طويلة.
وبالفعل تم ذلك الأمر بتداعي شباب المنطقة للتصدي لتلك الظاهرة بعد تفاقمها وتلمس نتائجها الكارثية على أداء الجمعية والمجتمع، حتى أصبحت انتخابات جمعية مشرف حدثاً مهماً يشارك به جميع أبناءها ويتفاعل معه جميع قاطنيها.

وقد تعجب من حجم هذا التفاعل وشدة منافسته وضخامة أعداد المشاركين به بهدف خلق مجلس إدارة مميز قائم على الكفاءة ولا يمكن احتكاره لفئة دون الأخرى.
كذلك يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن المجاملات لا تأتي على حساب الأداء في منطقة مشرف، فالأعضاء تحت المراقبة والمحاسبة الدائمة والمستمرة من قبل جميع الدواوين والمساهمين، كما أنهم على تواصل دائم ومستمر مع المساهمين لمعرفة آرائهم واستقبال مقترحاتهم وأفكارهم.
فإن كنت عضواً لا يعمل ،، اعلم بأنك ستحاسب.
وإن كنت عضواً لا يعلم ،، فتأكد بأنك ستنكشف.
وإن كنت عضواً لا يفهم ،، فكن على يقين بأن عضوية مجلس الإدارة في جمعية مشرف التعاونية لن تناسبك وسيلفظك أهلها.
لذلك عزيزي القارئ ،، تأكد بأن سوء ما يقدم من قبل جمعية المنطقة التي تنتمي لها لمساهميها ما هو إلا نتيجة لتخاذلك أنت ومن حولك وتعاونكم ومساندتكم لإبقاء واستمرار الوضع كما هو.
وإن كنت جاد في رغبتك في تطوير عمل جمعية المنطقة التي تنتمي لها فما عليك سوى تطبيق الخطوات التالية:
– لا تستغل التفوق العددي لجماعتك وتتآمر ضد جيرانك وأصحابك للسيطرة على مجلس إدارة جمعية، ولا تنسى بأنها تعاونية تعاونية تعاونية.
– في حال كانت العملية الانتخابية محتكرة من قبل فئة فلا تستسلم وتتخاذل وكن من المواجهين لتلك الممارسات واكشف زيف ما يدعون من ود وأخوة وصداقة وجيرة.
– قم باختيار من يمتلك خبرات ومهارات ولديه قدرات تمكنه من تقديم الأفكار والحلول الإبداعية، بغض النظر عن طائفته أو أصله أو نسبه.
– لا تضغط على أعضاء مجلس الإدارة لتحقيق مطالبك ورغباتك الشخصية ولا تشجعهم على التدخل في إدارة الجمعية، فللجمعية هيكل إداري متكامل وظيفته تنفيذ السياسات وتحقيق الرؤى التي يقررها مجلس الإدارة.
– كن عزيز نفس ولا تطمع بمحل أو كشك أو وظيفة مقابل صوتك.
– لا تقرر الترشح والمزاحمة إن كنت تعلم يقيناً بأنك لا تملك المؤهلات المناسبة ولتكن طموحاتك متوافقة مع قدراتك ومهاراتك.
– راقب وحاسب مجلس الإدارة على أداءه وكن فاعلاً في منطقتك وشارك في عمليات التصويت والاختيار بنفسك وبلا أي إيعاز من قبل أحد.
– لا تجامل لا تجامل لا تجامل على حساب نفسك وأسرتك وجيرانك وبيئتك.
ختاماً ما لي إلا أن أقول شكراً لأهالي منطقة مشرف، شكراً لشبابها، شكراً لجميع أعضاء مجالس الإدارة المتعاقبين خلال عصر التنوير على هذا الواقع الجميل الذي شاركتم جميعاً بصناعته.
دمتم بود

بدر علي البليّس