آراؤهم

التنمية بدون عجلة

بداية نود أن نتطرق إلى عجلة التنمية التي لا تدور وإن دارت دارت ببطء شديد ولو نظرنا لوجدنا أن كل المشاريع والخدمات التي تهم الوطن والمواطن متوقفة ومعطلة بينما المشاريع التجارية التي تخدم التجار ومصالحهم تسير بخطى ثابتة وسريعة لدرجة أنك عندما تغيب عن مكان ما ثم تمر عليه مرة أخرى بعد وقت قصير تجده أصبح مشروعا تجاريا عملاقا أنجز بلمح البصر ماسبب هذه التسهيلات الكبيرة التي قدمت لأصحاب هذه المشاريع التجارية ونقول لمن قدمها لهم أليس المواطن البسيط أحق بهذه التسهيلات من غيره ولو سلطنا الضوء على كل المشاريع الإسكانية الجديدة لوجدنا أنه يتم توزيعها على المخططات فقط وانتظر حتى يأتيك الفرج من بنية تحتية وكهرباء وخدمات إلى أخره مقارنة بالخدمات للمشاريع التجارية الخاصة التي تنجز لهم قبل بدء مشروعهم الإستثماري.

ومن المشاريع الإسكانية التي تم توزيعها عام 2016 منطقة غرب عبدالله مبارك والتي نلاحظ الآن أن الكثير من أهاليها قد سكنوا منازلهم ولكن للأسف يعانون من عدم توصيل شبكات المياه للمنازل وأيضاً مازالت شبكة الصرف الصحي أجلكم الله مؤقتة تجمعّ في أماكن تخزين ويتم شفطها وتحميلها ونقلها في صهاريج وكأننا في زمن ماقبل النفط والسبب هو عدم ربط شبكة الصرف الصحي دايركت مع الشبكات الرئيسية قس على ذلك مازالا المنطقة ليلا دامسا بالمساء بسبب عدم إنجاز عقد الإنارات الداخلية والرئيسية.

أضف إلى ذلك مشاريع الطرق المعطلة منها الدائري السابع الذي مازال “على طمام المرحوم” والجميع يشهد بما يرى عندما يكون على هذا الطريق حيث يرى المشروع متعطل والعمل به بطيء لدرجة أنك تستغرب عندما تمر بالطريق مساء وتشاهد العاملين فى هذا المشروع حيث تجد أن تجديد طريق مثل طريق الدائري السابع الممتد طويلاً لا يعمل بهذا المشروع سوى عدة أشخاص بمعداتهم المتواضعة حيث لا يتجاوز عدد العاملين عدد أصابع اليد الواحدة مقارنة بالقيمة المالية المعتمدة لتنفيذ هذا المشروع وهذه الاسباب الرئيسية التي تسببت في تأخر إنجازه سنوات طويلة.

فأين الرقابة وأين المراقبين , ولو نظرنا قريباً بجانب الدائري السابع سوف نجد شقيقه الاصغر الدائري 6،5 والذي ولِد حديثاً ولم يكتمل نموه ومازال بدون أطراف وينتظر عمليات قيصرية حتى يستطيع أن يصبح وضعه طبيعيا ومطمئنا وهنا لانعلم هل من يتابع ويراقب هذه المشاريع هل هي هيئة الطرق أم وزارة الاشغال أم الأثنين معاً أم “الطاسة ضايعة” بينهما.

ومن المضحك المبكي أن جميع المناطق الجديدة أصبحت بدون أسماء بل أوصاف تطلق عليها مثل غرب عبدالله مبارك وجنوب عبدالله مبارك وشمال غرب صليبخات وجنوب سعد العبدالله أين دور المجلس البلدي من هذا التخلف لماذا عندما تقر المنطقة لا يحدد اسمها قبل توزيعها حتى تكون بداية صحيحة ويكون مسمى هذه المناطق ثابتا وليس كما هو حاصل الآن مع أهالي شمال غرب صليبخات وغرب عبدالله مبارك الذي سُكنت وإلى الآن لم يطلق عليها أسماء رسمياً هل السبب قلة الأسماء أم تسم المناطق الجديدة تخضع لشروط لانعرفها ، أين نحن من التطور ونحن كل شئ لدينا مؤقت حتى أسماء المناطق.؟!

ونذكركم بمشروع مترو الكويت الذي أقر منذ سنوات على الورق فقط ولم نشاهد على أرض الواقع أي شئ ملوموس بل دراسات وأحلام وردية على فك نحن فى الكويت أول دولة خليجية تحدثت عن فكرة المترو ولم ننجزه بينما أشقائنا فى دول الخليج سبقونا بتنفيذه لماذا هذا التردد في كل شئ يطور البلد رغم أننا لدينا ثروات مالية هائلة تجعلنا في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة إذا سخرناها لذلك.

مشكلتنا الرئيسية هي أننا أصبحنا مثل عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب خيرنا لغيرنا ندعم جميع الدول عدوة وصديقة ونوزع قروض لدول بعضها غير معروفة ولا موجودة على خارطة العالم غير أنها دول غير مستقرة وكل يوم لها رئيس مما يجعل أموالنا في مهب الريح بين ليلة وضحاها.

وأخير للأسف تجد هناك من يُنظّر ويدعو إلى تنفيذ رؤية كويت 2035 كويت جديدة ونحب أن نؤكد أننا لن نرى هذه الرؤية مادامت ( التنمية بدون عجلة ) ومعطلة بهذه الطريقة ، وأموالنا توزع هبات وقروض خارجيه لكل من هب ودب.

والسؤال هو أما آن الآوان أن يوقف كل هذا الهدر ويجير لصالح البلد ليصرف على مشاريع داخلية لكي ينهض ويتطور بلدنا وينتعش اقتصاديا وتجاريا ويعود كما كان درة الخليج كل ماسبق ذكره ليس صعب التطبيق أو حلم من الأحلام إذا تضافرت جهود الخيرين المصلحين رجالٌ يخافون الله فى الكويت وشعبها وبعدها بإذن الله سوف يصبح لدينا واقع جميل ومستقبل أجمل لأبناءنا والأجيال القادمة مما يعيد ( للتنمية عجلتها التي فقدت ).

خالد وهف المطيري