كتاب سبر

لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها “بطانتكم فاسدة”

دعونا نعود قليلا للمشهد السياسي منذ بدأ الحراك ومروراً على ماحصل به من مطالبات سياسية شعبية أسقطت رئيس الوزراء ناصر المحمد ومن ثم أتى خطاب مسلم البراك لن نسمحلك وبعدها دخول مجلس الأمة إلى أن تأزم الشارع الكويتي مما أدى إلى اعتصامات كرامة وطن 1 وكرامة وطن 2 وغيرها ومن ثم نزول القوات الخاصة إلى الشارع والتصادم مع الشعب وتلاها إجراء الإنتخابات وفق الصوت الواحد والتي تمت مقاطعتها من أغلب الشعب وهذه الأحداث مطبوعة فى الذاكرة ولن تنسى أبداً حيث أنها أصبحت أحداثاً تاريخية في صفحات التاريخ الكويتي السياسي.

ولو سلطنا الضوء على المرحلة التي ذكرناها لوجدنا أن مرحلة الحراك كان بها كثيراً من المتسلقين والمندسين مع الحراك كم ذكر الرمز أحمد السعدون ولم نصدقه آنذاك ، وكانوا المندسين مع الحراك الشعبي جنباً لجنب وأيديهم بأيدي الرموز السياسية من النواب بل كانوا ظلهم ولو كان في تلك الفترة تصنيفا لشباب الحراك لأصبحوا الصف الثاني بعد النواب كدرجة سياسية تميزهم عن باقي الشعب لدى النواب فى الحراك وكانت لهم الحظوة ولهم التميز في كل شئ.

نعم الشرفاء من الشعب الكويتي يحترمون ويحفظون الود لكل الرموز السياسية التي قدمت تضحيات للمحافظة على المكتسبات الدستورية منذ البدء فى العمل السياسي حيث هناك رموز خلدها التاريخ منهم من توفى رحمه الله ومنهم من لايزال على قيد الحياة أطال الله في أعمارهم وأطال الله في عمر من يقرأ ما نكتب ، والإحترام الذي نتحدث عن هو إحترام وإجلال للمواقف السياسية بغض النظر عن أسماء أصحابها لأن الشعب لا يعشق الأسماء بل يعشق المواقف التي تحدث عنها من سبقونا وسنتحدث عنها نحن لمن سيلحقونا.

ولكن وبكل تأكيد هذا الإحترام للرموز السياسية السابقين والحاليين الذين أحببناهم لمواقفهم المشرفة لدفاعهم عن الشعب والدستور لا يمكن أن تصل بنا إلى درجة التقديس لا سمح الله هم بشرٌ مثلنا ، فإن استمروا بخطهم الوطني القوي العنيد المدافع عن الحق الذي رسموه بأعيننا طوال مسيرتهم السياسية نحن معهم ومازالوا رموزنا السياسية وإن تراجعوا وضعفت همتهم السياسية بدون أسباب معلنة ومقنعة ، قطعاً لن نجاملهم وسنقول أخطأتم أو أخفقتم ، ولن نكون لهم شبيحة كما يفعل البعض ، وسنظل نحترمهم ونقدرهم وسيبقى الود بيننا ماحيينا والسبب تاريخهم السياسي ، ولهم كامل الحرية في ما يقولون ويغعلون كأشخاص يمثلون أنفسهم وليس كرموز سياسية يمثلون الأمة.

الكل يعلم أن هذه الأيام ‏الساحة السياسية فى الكويت أسهمها حد أدنى وتتوشح باللون الأحمر لتبرز لنا التبعية والانبطاح ولو لاحظنا لوجدنا مع الأسف أن هناك أكادميون وكتاب ومغردون يطبلون لهذا وذاك ويرتمون في أحضانهم ومن المفترض والواجب أن يكونوا مع الحق والحقيقة أين ما كانت ومع من كانت ولا يكونون مع الباطل حتى ولوكان من علية القوم ، حيث نقول لهم حرروا أنفسكم من الهوان والضعف والتبعية.

ولذلك لو تابعنا وسائل التواصل الإجتماعي من تويتر وكلوب هاوس لوجدنا أن لكل نائب حالي أو نائب سابق شبيحة بعضهم بأسمائهم وبعضهم بأسماء وهمية وبكل تأكيد منهم الشبيح المأجور ومنهم الشبيح الذي أخذته العزة بالإثم من باب التأثر والإنبهار أو من باب الفزعة والحمية وللأسف هم يعتقدون أنهم بتشبيحهم يفيدون من يشبحون له بل هم يخسِرونه الكثير ويسيئون له ، الشعب الكويتي شعب واعي ومطلع على كل مايدور فى الساحة السياسية لذلك النائب الذي سوف يسير بخطى ثابتة ومتزنة وواضحة ويقف في صف الشعب ضد الفساد والمفسدين ويسلك طريق الإصلاح لن يحتاج إلى شبيحة بل مواقفه هي التي تدافع عنه وتجعل الجميع يقف معه.

الصديق من صدقك وليس من صادقك يارموزنا السياسية لا تقطعوا شعرة معاوية بينكم وبين محبيكم وكونوا عقلانيين وحكماء ووحدوا صفوفكم وتساموا على جراحكم التي سببها الإختلاف والتراشق غير المباشر في مابينكم وفوتوا الفرصة على من يصطاد فى الماء العكر حتى لا يستغل تفككم واختلافكم وأخيراً نتمنى أن تتعظوا من تجاربكم السابقة حيث قربتم أشخاصا كثر طعنوكم فى الخاصرة وباعوكم في أول سومة والكل يعرفهم بأسمائهم صعدوا على ظهوركم واستفادوا منكم الكثير وهم الآن جلساء خصومكم ويتشمتون بكم.

يارموزنا الإعزاء الكل يعلم أنه مازال هناك متسلقين ومندسين ومقتنصي فرص جددا من حولكم فالحذر كل الحذر منهم ترى طقتين فى الراس توجع ، يعلم الله أننا نحبكم والدين النصيحة لذلك سوف نصدح بها وبالصوت العالي ولن نكون مثل من يجاملكم أو يطبل لكم (بطانتكم فاسدة) ذو مصالح خسرتم بسببهم الكثير والقادم أكثر وإن لم تعيدوا حساباتكم في من حولكم وتبعدوا السئ عنكم ، سوف تخسرون ماتبقى لكم من رصيد سياسي وشعبي وبالتالي سوف تصبحون على هامش الطريق السياسي والشعب سوف يمضى في طريقه يدا بيدا مع من أعاد حساباته وصحح أخطائه الشخصية والسياسية من النواب .

خالد وهف المطيري