كتاب سبر

“قبلة” عبدالهادي العجمي.. و”جبلة” الزواوي

ما أصغر مساحة الكويت وما أكبر عنصريتها.. عدد سكانها قليل وعنصريوها كثر.. يتحدثون عن السكان الأصليين وغير الأصليين، وهم المحليون وغيرهم طارئ .. وفي نفس الوقت يكرهون التشبه بالأمريكان الأصليين من الهنود الحمر.. ويعشقون الطارئ عليها ويشمئزون من السكان المحليين .. والكويت من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها ليست في نظرهم العنصري سوى “قبلة” و “شرق” فقط !.

العنصرية في الكويت قديمة، ولكنها ليست قديمة جدا، ولم نقف على تاريخ معين للعنصرية النتنة التي طفحت في الكويت ، وإن كنت أظنها في السبعينيات -ومن لديه معلومات موثقة فليخبرنا بها- … والعنصرية في الكويت لديها بطن كبير لا يتوقف عن الولادة حتى ظهر مصطلح “عيال بطنها”.

بالأمس غضب الزواوي على الدكتور عبدالهادي العجمي بسبب لقاء على قناة الشاهد يسرد فيه تاريخ الكويت .. والدكتور عبدالهادي أستاذ بقسم التاريخ ورئيس جمعية التاريخ والآثار بدول الخليج، ولا يتحدث إلا بمصادر موثوقة … وكان غضب الزواوي لأن الدكتور تحدث عن أقدمية سكان البادية في الكويت وعن المناطق التي استوطنوها قبل وصول العتوب… ناهيك عن كلمة “قبلة” التي يبدو أنها أثارت حفيظته لأنه لم ينطقها “جبلة” مع أنها لهجة الدكتور المستمدة من لهجة قبيلته ولم يتصنعها …فهل يريد الزواوي ومجموعته الـ 80 إلزام الشعب كله بالتحدث بلهجة واحدة كما يريدونها ؟ كيف ذلك واللهجة الواحدة تلك، ليست سوى خليط من الكلمات الهندية والعراقية والإيرانية والنجدية؟!.

متى ينتهي التخندق العنصري الذي أصبح وسيلة سهلة للوصول إلى العمل السياسي ووسيلة للجاه الاجتماعي المغشوش ؟… استفحال العنصرية في الكويت يصب في مصلحتين لا ثالث لهما، السياسة والتجارة ولأجلهما يتم حرق الكويت لنيل المكاسب الشخصية… وأما حمقى العنصرية فما أظنهم سوى وقود لاستمرار تلك المصالح، وهم في الحقيقة ليسوا سوى مرضى نفسيين. وفيهم توحّش من الجميع وكأنهم يحملون سراً يخشون من إذاعته !.

سلطان بن خميّس