آراؤهم

بالدِّين ما انتغشمر!

استغربنا في الكويت من الأغنية التي انتجتها وعرضتها إحدى شركات الاتصال الخاصة في حساباتها ببرامج التواصل الاجتماعي ، حيث تضمنت الأغنية بعض المخالفات الشرعية ، كالدعاية لرياضة اليوغا والتي ترجع أصولها إلى عبادة وثنية ، و لعب الرجال مع النساء في رياضة مختلطة ، وإظهار فتاة تلعب الجمباز بالملابس الضيقة التي تفصّل الجسم ، وفتاة تتمشّى مع الكلب بالتزامن مع عبارة (بنفسك تكتفي) !
وكتابة عبارة (بالحريات ما انتغشمر) تزامنا مع لقطة ممارسة بعض الفتيات لرياضة اليوغا ، مما اعتبره البعض دعما من الشركة للداعين لممارسة هذه الرياضة في الأماكن العامة مع اختلاط الرجال بالنساء !
وبناء على المخالفات التي تضمنتها الأغنية ، قامت مجموعة من الغيورين على دينهم وقيم مجتمعهم باستنكار هذا الفعل ، سواء بالاتصال الشخصي ببعض ملاك الشركة ، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وطلبوا من الشركة حذف الأغنية من حساباتها.
فاستجابة الشركة مشكورة لهذه الدعوات ، وهي خطوة إيجابية تُحسب لها .
الغريب في الأمر هي تلك الهجمة المعاكسة التي شنّها بعض الليبراليين ودعاة التحرر والانفلات الأخلاقي والذين اعتبروا استنكار الغيورين للمنكر هو نوع من الوصاية على المجتمع ، وأحد أساليب قمع الحريات !
وأن حذف الشركة للأغنية هو استجابة لدعاة الرجعية (حسب تعبيرهم) !
ونودّ أن نُذكِّر هؤلاء المساكين ببعض الحقائق التي ربما غفلوا عنها ، أو يحاولون تناسيها ، ومنها أن دين الدولة الإسلام ، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي في التشريع ، وأن المجتمع الكويتي من المجتمعات الخليجية المحافظة .
وأن ماقام الغيورون باستنكاره في الأغنية لم يكن وفق أهوائهم وأمزجتهم ، وإنما استنادا للأحكام الشرعية التي تمنع هذه الأفعال .
ونسأل دعاة الحرية المنفلتة : هل اعتراضكم على الأشخاص أم هو في الحقيقة اعتراض على الأحكام الشرعية ؟
ونقول لهؤلاء : ألستم ممن ينادي بحُرّية التعبير ؟ فلِمَ تصادرون حق الآخرين في التعبير عن آرائهم في استنكار أفعالٍ يرونها تخالف العقيدة والشريعة والقيم والأخلاق !
وهل حرّية التعبير التي تزعمون الدفاع عنها ، هي فقط محصورة بما يوافق أهوائكم ومعتقداتكم ؟
أود أن أشكر كل الغيورين على دينهم وقيم مجتمعهم ، والذين استخدموا أرقى الأساليب في إنكار المنكر .
وأدعو إلى الاستمرار في ممارسة فريضة إنكار المنكر وفق ضوابطها وآدابها الشرعية فهي صمّام الأمان لمجتمعنا .
( وما كان رَبُّك لِيُهْلِك القُرَى بِظُلْمٍ وأهلُها مُصْلِحون ).

عبدالعزيز صباح الفضلي