كتاب سبر

رسالة الى أسرة الحكم

هذه الرسالة موجهة إلى أسرة الحكم من مواطن غيور لتدارك حالة التردي التي تعيشها البلاد منذ مدة ليست باليسيرة . لقد آن الأوان أن ينحي أقطاب الأسرة صراعاتهم و طموحاتهم الشخصية جانبا و أن يلتفتوا إلى حالة البلاد التي مازالت تتردى في وادي الفوضى السياسية حتى وصلنا الى القاع بفضل سيطرة حفنة من التجار الجشعين المتحالفين مع قلة من الشيوخ الفاسدين الذين قدموا مصالحهم الشخصية على مصالح البلاد و العباد.

انه لا يخفى على المتابع للشأن العام مدى الفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد و غياب العقل في إدارة المؤسسة التشريعية التي وصلت لأسوأ مراحلها في ظل الرئاسة الحالية ، مما يحتم على أصحاب العقول الراجحة من أبناءالأسرة الحاكمة أن يتداعوا للتشاور في شأن هذا البلد الجريح الذي أصيب هذه المرة بسهام أبنائه غير البررة، حيث لا يتصور أن تترك هذه الأسرة الكريمة ادارة شؤون الدولة و مستقبل البلاد لحفنة من التجار الجشعين – الذين نجحوا في دق إسفين بين الشعب و قيادته – ليعيثوا فيها فساداً ، مستغلين حالة الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد و تخوف بعض الشيوخ من مواجهة المساءلة البرلمانية، وإقصاء البعض الآخر من المشهد السياسي .

ان القيادة السياسية اليوم في أمس الحاجة للنصيحة و خصوصا من أبنائها الذين تثق بهم من أبناء الأسرة، لاسيما أولئك الذين سيقودون دفة السفينة في المرحلة القادمة. من هذا المنطلق فإنني أدعو أبناء أسرة الصباح الكريمة للنظر في حال البلاد و الاستعانة بمن تثق بهم من المخلصين بغض النظر عن اتجاهاتهم الفكرية و السياسية لتقديم مبادرة قادرة على اخراج البلاد من هذا المأزق السياسي الذي وصلت اليه البلاد.
ان ما تعيشه الكويت اليوم من حالة تردٍ سياسي لن تؤثر على شريحة دون أخرى ، بل ستطال الجميع بلا استثناء حكاما ومحكومين . كما أنه لايكفي التعويل على الزمن دون فعل يستند الى رؤية و خطة واضحتين ، لأن ذلك سيعني مزيدا من التردي  والانحدار ، ولنا في الماضي القريب عظة و عبرة .

لقد أدى غياب الفعل السديد بالوقت المناسب الى ضياع البلاد عام 1990 ، كما أدى السكوت عن تردي الاوضاع – لسنوات طويلة – الى طوفان الفساد و الفوضى السياسية التي نعيشها اليوم ، و سيؤدي غياب الاصلاح السياسي اليوم ( لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ) الى نتيجة كارثية على مستقبل الكويت و أهلها. لا تسأل متى و من أين ستأتي ، لكن تأكد أنها قادمة و أنها من صنع أيدينا هذه المرة .

دأحمد الذايدي