كتاب سبر

لحظة تفاؤل تاريخية.. لا تجعلها فوضى ومحرقة أصوات

لم أرَ ولم أقرأ هذه الكمية من التفاؤل برئيس حكومة كما أراه وأقرأه حاليا في المجتمع الكويتي من خلال الدواوين وتويتر برئاسة سمو الشيخ أحمد النواف.

كانت البداية بخطاب صاحب السمو الأمير نواف الأحمد والذي تلاه بوضوح وبأسلوب غير مسبوق سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، ثم أتبعت بتحركات إصلاحية بعضها ملموس وبعضها محسوس عند أغلب الشعب وهذا نتيجة التفاؤل الذي ذكرناه في أعلى المقال .. ولم يتبق الآن سوى الاختيار السليم من الشعب في الانتخابات التي ستقام بعد أسابيع من الآن.. وفي صناديق الاقتراع، يجب علينا ترجمة هذا الخطاب العظيم باختيار واعٍ وصحيح ولا مناص من هذا، فالفرص ليست سلع متوفرة على أرفف الجمعيات التعاونية !

نعم، هناك من تضرر من حل المجلس ورحيل الرئيسين، منهم من كان في العلن ومنهم من هم خلف الكواليس وهؤلاء هم الأخطر لأنك لا تعرف من هم ولن تتوقع تحركاتهم.. وهؤلاء حتما سينتقمون لأن خسارتهم مذلة أمام الشعب وأمام أتباعهم، وعلموا أن هناك حكومة جادة وتملك الجرأة لأول مرة -كما نتوقع من التحركات الإصلاحية الأخيرة- في التصدي لهم وعدم الخوف منهم.. لكن تحركات المتضررين هذه المرة لن تكون ظاهرة، فمازال الخوف يتملكهم بعد الحدث التاريخي من الشعب ونواب الاعتصام ومن البيان الصادق ومن تحركات رئيس الحكومة غير المتوقعة.. وهل هذا يعبر عن اليأس ودعوة للإحباط ؟ .. لا وألف لا، إذا أحسن الشعب الاختيار في الانتخابات واختار نواب صالحين ومصلحين يرسمون خارطة طريق إصلاحية جنبا بجنب مع رئيس الحكومة الجديد -إذا استمر في تحركاته الإصلاحية- هنا سيكون خوف هؤلاء في الخفاء أشد من خوفهم في العلن، وكل تحركاتهم ستصاب بالشلل التام وبعدها تُبتر قوائم الفساد التي هي كانت سبب وقوفهم طوال تلك السنوات العجاف.

نقطة مهمة:

أيها الناخب ، أنت لا تعلم الغيب، والتشاؤم الدائم والاكتفاء به هو شعور بالضعف والهوان والعجز.. أمامك لحظة تاريخية تنبذ فيها المتخاذلين، وإياك والمشاركة في هولوكوست ومحرقة الأصوات وتجعلها فوضى، صوتك عزيز عليك فامنحه لمرشح عزيز النفس.

سلطان بن خميّس