آراؤهم

“سيفوه ولدنا نعرفه من خلاجينه”

يقول مصطفى رضوان أن الأحلام تعبر بصورة رمزية عن آلام وآمال الإنسان أو ربما الأحلام هي تلك المشاعر والافكار المعبرة في اللاوعي للإنسان بمفهوم فرويد أي رغباتنا المكبوتة في الواقع، فتخرج آلام والآمال بصورة رمزية معبرة عن مكنونها في عالم بعيد عن الواقع، عالم يملأه الخيال مبتعدا الانسان بذاته عن أحكام الواقع ومرارته.

فتتهافت النفس حول التفاؤل وصناعة أمل وهمي فيعيش المجتمع في حلم جمعي كبير، بين الاعتقاد بعهد جديد ونهج جديد وبين التخوف من أن يكون عهداً جديداً بنهج قديم، أو بين القدرة على الإصلاح أو مجرد “ترقيعات” للعهد السابق، أم سياسيين أنقياء أو محدودين القدرة على التطوير والإصلاح، لكن المشهد يتسم بالمقولة التالية هذه سيفوه وهذه خلاجينه!

سيفوه ولدنا نعرفه من خلاجينه وفاقد الشيء قطعا لا يعطيه، فلا قدرة للحكومة على الاصلاح ومواكبة دول الخليج ولا قدرة للسياسيين على اختيار قضاياهم الاصلاحية، والعقول حبيسة الماضي في صندوق صراع حول الديمقراطية وأيام الخطيب والربعي رحمة الله عليهم! بعيدين كل البعد عن واقع الكويت الاقتصادي والتعليمي. في حين نعاني في كل القطاعات يأتي البرلمانيون لمناقشة حلول سياسية لتعديل قانون الانتخابات في حين الكويت تعاني فعلا من خطر، فلا تنوع اقتصادي ولا استدامه اقتصادية، ولا رادع لمكافحة غسيل الأموال وحماية اقتصاد الدولة من آثارها والتضخم التي تسببت فيه تلك الآفه في ملف الاسكان ومعيشة المواطنين.
أم نتحدث عن تعليم سيء، أجيال قادمة لا تجيد القراءة، فمن لا يُجيد القراءة قطعا لا يجيد التفكير والتحليل! علاوة على أن التعليم لا يساعد على التفكير النقدي بل يعول على الحفظ وتخزين المعلومات، لا قيمة للكمية المعرفية للإنسان اذا لم يستطيع تحليلها واستخراج أفضل النتائج. تهتم الحكومة لمشروع وينترلاند والترفيه ولا تكترث للمورد البشري والعمل على إصلاحات جذرية لتعليم إعادة بناء الإنسان، فلا قيمة لثروة مالية لدولة اذا أُهمل العقل ووضع في التابوت.

نستذكر أنه في يوم من الأيام كان الدينار العراقي يعادل الدينار الكويتي، أما اليوم كيف هو حال العملة العراقية؟ أم نستذكر مصر والعهد الملكي ومعيشة المصريين ؟ دوام الحال من المحال، فلست من المتفائلين ما دامت تلك العقول ذاتها من تدير المشهد وأعني الجميع من الحكومة والسياسيين، فالكويت تعاني من أزمة ثقافية عميقة تتصدرها نخبة سياسية عقيمة الفكر والحلول. فلا استدامة اقتصادية لدولة ولا ارتقاء ثقافي للمجتمع ما دمنا نملك تلك النخب السياسية التي تتصارع مع الحكومة من أجل “مصالح شخصية ” وأولوياتها متبعثرة، وحكومة لا تملك المقدرة على مواكبة دول الخليج، فقدراتها الابداعية والمعرفية لا تتعدى المرحلة الابتدائية.

في الختام،
يقول إيمانويل كانط أن التنوير هو خروج الإنسان من قصوره الذي اقترفه في حق نفسه، وهذا القصور هو بسبب عجزه عن استخدام عقله الا بتوجيه من إنسان آخر. فكانت تلك الجملة بداية لعهد التنوير وبروز أوروبا في التطور في العلوم التطبيقيه والانسانية.

علي الغتر