كتاب سبر

وترجل أمير العفو والتواضع

أمير حنون أحب الكويت والكويتيين ، فأحبته الكويت والكويتيون ..
عرف بالزهد والتواضع ولين الجانب وطيب المعشر وابتسامة لا تفارق محياه ..
تقلد وتدرج في مناصب قيادية عدة خلال مسيرته المهنية ، أسهمت في صقل وتكوين شخصيته السياسة المستقلة وإدارة البلاد بحنكة وحكمة.
كان مناصرا ومتضامنا وداعما لقضايا الأمة العربية والإسلامية في كلّ المحافل والمناسبات ، تأتي في طليعتها قضية المسجد الأقصى المبارك وفلسطين المحتلة ، وقطاع غزة على وجه الخصوص وما يتعرض له شعبها من عدوان وحشي مستمر من الكيان الصهيوني.
رغم قصر فترة حكمه إلا أنها كانت كافية وحاسمة لتدشين عهد جديد للدولة ، اتسم بإرساء قواعد جديدة ، تضمنت التأكيد على احترام الدستور وتفعيل مواده ، وتصحيح المسار السياسي ، واستئناف عجلة التنمية ، واجتثاث ومحاسبة العناصر المفسدة والفاسدة من مفاصل الدولة ، وتطهير مرفق القضاء ، وحماية الأموال العامة ، وترسيخ المصالحة الوطنية ، وتأمين الأمن والاستقرار .
كما شهد عهده انسجام وتضامن السلطتين التنفيذية والتشريعية في سابقة ونادرة تاريخية لم تعهدها الكويت من قبل.
ولما اشتد عليه المرض لم يكابر ولم يتشبث بمقاليد الإمارة والحكم ولم يستنكف عن تفويض صلاحياته لعضيده سمو ولي العهد للقيام بمهامه ، مع متابعته بتوجيهاته السامية ، حتى لا يخل بالأمانة التي استرعاها إياه رب العالمين.
لقد استقبل عهده الميمون بعفو كريم وصفح جميل عن المهجرين ، وختمه بعفو مماثل أشمل ، حيث أبى غفر الله له أن يغادرنا قبل أن يوقع مرسوم العفو عن الدفعة الأخيرة من المهجرين والمحبوسين بقضايا سياسية ، وإعادة وثائق الجناسي المسحوبة من مستحقيها ، طاويا بذلك صفحة أليمة وملفا شائكا شغل الأسر الكويتية ردحا من الزمن.
لقد ترجل أمير العفو والتواضع ، لكن الكويت لن تنسى ما قدمه الوالد الحنون المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ، سائلين المولى جل وعلا أن يجعل ذلك في موازين حسناته ، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ، وأن يخلفنا خيرا في مصيبتنا.

د.جاسم الفهاد