كتاب سبر

الزاوية المواجهة
ليس لك تاريخ يا شيخ محمد!

(سجل يا تاريخ) … جملة من كلمتين لكن أثرها عظيم في حياة الدول والشعوب والأفراد.. والتاريخ لا يرحم كما يقولون.. فكل شخص يذهب وتظل مواقفه وقراراته عالقة في أذهان الأجيال المعاصرة له واللاحقة لحقبته.

لكن على مر الزمن تتوالى عمليات التزوير للتاريخ وتعمل الآلة الإعلامية الفاسدة على تأصيل هذا التزوير متعمدة وأحياناً تستطيع بالفعل أن تنشئ جيلاً على معتقدات خاطئة ومفاهيم مغلوطة عن تاريخ الأشخاص والدول .

سمو رئيس الوزراء الحالي الشيخ محمد الصباح وفي هذه الفترة يتعرض لهجمات مشابهة لتشويه تاريخه ومواقفه رغم وضوحها ومعاصرتنا لها خلال السنوات الأخيرة القريبة التي عشناها بكل ما فيها من أحداث ومواقف.. لكن وجود وسائل التواصل الاجتماعي سمح لكل مزور أو مدلس أو جاحد أن يبث سمومه في المجتمع ككل.

الفطريات التي تعيش وتقتات على تزوير التاريخ معروفة في مجتمعنا هذه الفطريات التي يطلق على صنف منها الذباب الألكتروني تحاول هذه الأيام تشويه تاريخ سمو رئيس الوزراءء الشيخ محمد.. مستشهدة بتصريح لسموه قال فيه وبصريح العبارة “تاريخي لا يسمح ” … في محاولة فاشلة لقلب المعنى والمقصد من قول الشيخ محمد لذلك…
ولو كانت هذه الفطريات تعمل ما تعمله الآن من تزوير للحقائق في أيام سابقة لم نعشها؛ لربما صدق الناس قولهم وحصلت هذه الفطريات على أهدافها..

لكننا عاصرنا الشيخ محمد ونعرف عنه وعن مواقفه وآراءه تقريبا كل شئ.. ونعرف تاريخه الدبلوماسي سفيراً والسياسي وزيراً… ويكفيه فخراً تقديم استقالته من منصب وزير الخارجية واصراره على ذلك عندما أُكتُشِفت قضية التحويلات المليونية ولم يكن بيده آنذاك تحريك الساكن وتقويم المعوج لظروف الجميع يعرفها…

وعندما خرج الشعب الكويتي محتجاً على أخطر فضيحة فساد ورشاوي نأى الشيخ محمد بنفسه عن هذا الفساد وأصر على الخروج من تلك الحكومة التي وُجِهت لها اتهامات خطيرة حفاظاً على تاريخه وتاريخ والده الشيخ صباح السالم رحمه الله وتضامناً مع الشعب الكويتي وحفاظاً على مقدرات الشعب و أمواله…

وإذا كان بعض المأجورين لا يريدون لهذا الوطن الاستقرار ويتعمدون تعطيل قاطرة التنمية أكثر.. (لأن المسار لم يأتي كما تهوى رغباتهم) فإننا نقول لهم محاولاتكم بإذن الله ستفشل وأهدافكم لن تتحقق…

فالشيخ محمد لا يستطيع أحد أن يلغي تاريخه ، فالرجل وكما يقولون قيمة وقامة مخلص للوطن والشعب..

والحقيقة أن الشيخ محمد ليس هو المستهدف وحده وإنما المستهدف بلدنا الكويت في محاولات لهدم أي إصلاح أو تنمية في العهد الجديد الذي يصر سمو الأمير حفظه الله أن يكون عصراً للإصلاح والتطوير لإعادة درة الخليج كما كانت بعون الله…

حفظ الله الكويت وأميرنا من كل مكروه وكل التحية والتقدير للشيخ محمد الصباح الذي اختاره سمو الأمير بعناية ليتحمل مسؤولية ثقيلة زادها ثقلاً هذه الفطريات الإلكترونية.

عبدالله المسفر العدواني