أقلامهم

محمد العوضي.. يكتب حكاية سني في مسجد شيعي

محمد العوضي

سنيّ في مسجد شيعيّ

مسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في منطقة العمرية قطعة واحد خلف حديقة الحيوان وهو تابع المرجعية الجعفرية، اول من امس ذَهَبْت عصرا إلى المسجد لتقديم واجب العزاء لصديق عزيز في وفاة والدة زوجته وهناك جلس بجواري نايف الجلال السهلي وبعض الصداقات القديمة، ولما علم احدهم قال لي عجيب والله تروح لعزاء الشيعة! قلت له العجيب ألا اذهب، يا مولانا انا اذهب لعزاء الشيعة بل واذهب إلى المقبرة للصلاة على من كان لاهيا عن صلاته او كانت وفاته بسبب جرعة زائدة من المخدرات ما داموا من أهل القبلة … ان مذهبي واسع في دائرة المواساة والاعانة الاجتماعية والانتصار للمظلوم…

الاختلاف موجود وواقع ولن تنهيه الحروب ولا الحوارات ولو كان للنصارى واليهود وجود لذهبت لعزائهم… والتوظيف السياسي للانتماءات الدينية والطائفية والقبلية والفئوية لا يمنعني من القيام بالتواصل التراحمي الذي لا علاقة له بالصراعات.

انني اشفق على الاجيال الشبابية التي تتوارث الثأرات والاحقاد… وكلنا يتظاهر بالوسطية والعقلانية وفي الواقع نمارس نقيض ما نتباهى به من شعارات نعم للمنتمين تحيزاتهم ولكن لكل شيء حد ومعانٍ والعدل والعقل والاخلاق والانصاف والتراحم يجب ألا تتبخر في وهج صراع الأنداد والتهاب الأجواء السياسية العامة… نحن ضد الممارسات التعصبية أيا كانت ونفرق بين الولاء والبراء وبين المعاملة بالحسنى، التي هي خلق المسلم مع كل الناس حتى المشركين الوثنيين، وعداؤنا مع المعتدي المغتصب الحربي ايا كان والاستشهاد ببعض الآيات مثل «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» يجب ان تؤخذ مع بقية الآيات عن اهل الكتاب كقوله تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين»، لاحظ لم يكتف التوجيه القرآني معاملاتهم بالعدل وانما أمرنا بالبر معهم والبر في القرآن جاء للوالدين. وماذا يفعل المسلم مع زوجته النصرانية او اليهودية وكيف يتعامل معها هي واولادها المسلمون هل يعادونها وكيف تكون الحياة سكنا ورحمة ومودة بين مسلم وزوجته الكتابية…؟ أؤكد مرة أخرى على التفريق بين الولاء والبراء للافكار والعقائد المخالفة للتوحيد وبين تطبيق العدل والتراحم والمعاملة بالحسنى. 

المتوفاة اول من امس تاج عبدالله أرملة المرحوم خليل عبدالرضا عوض ووالدة دكتورة جامعية زوجها صديق لنا وأرجو أن أكون أوصلت رسالة إيجابية في يوم كويتي سياسي ساخن جدا.