منوعات

الإفتاء الأردنية: الولائم الخاصة للمسؤولين رشوة تعد من الكبائر

فتوى بتحريم الولائم الخاصة للمسؤولين أصدرتها دائرة الإفتاء العام بالأردن؛ إذ أكدت أن إقامة الولائم للمسؤولين بغرض تحقيق مصلحة شخصية، أو محاباة، تدخل في باب الرشوة وتعد من الكبائر، وفيها ظلم وتعدٍ على حقوق الناس.
وفي تفصيل الفتوى بينت دائرة الإفتاء أن الوليمة من الأمور المباحة، وهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء ، ومن حق المسلم على المسلم أن يجيب دعوته لحضور الوليمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ‘ إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها’ متفق عليه، واعتبرت في ذلك تقوية لأواصر التكافل والتضامن بين أبناء المجتمع الإسلامي، وتعزيز لروح الأخوة والمحبة من خلال مشاركة الآخرين في أفراحهم ومناسباتهم.
وقسمت الإفتاء الولائم التي تصنع إلى قسمين الأول : ولائم عامة يدعى لها جميع الناس، وليست خاصة بأشخاص معينين، كولائم الأفراح، وهذه لا مانع من حضور المسؤولين لها شريطة عدم اشتمالها على مخالفات شرعية أو منكرات.
أما القسم الثاني فهو الولائم الخاصة التي تصنع للمسؤولين لتحقيق مصلحة شخصية، أو محاباة، وهذه يحرم ابتداءً عملها لأنها تدخل في باب الرشوة، وذلك للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه : ‘ لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الراشي والمرتشي’. رواه أبو داود، ولما في ذلك من ظلم الغير وتعدي على حقوق العباد، وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ، وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ» رواه البخاري.
وأكدت الدائرة على أنه يحرم على المسؤول إجابة الدعوة للوليمة لأنها أكل لأموال الناس بالباطل وقد قال الله تعالى: ‘وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ’البقرة/188. كما أنها تدخل في باب قبول الرشوة الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعده من الكبائر وتوعد صاحبه يوم القيامة بأشد الوعيد، روى أبو حميد الساعدي رضي الله عنه قال: «اسْتَعْمَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ الأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِىَ لي . قَالَ : ‘ فَهَلاَّ جَلَسَ في بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لاَ وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ – ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ ، حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ – اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ثَلاَثًاً ‘ متفق عليه.