أقلامهم

نحن وقطر وأشقاؤنا

قبل كل شيء نبارك خطوات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ووفقه في مساعيه لحل الخلاف بين الاشقاء الخليجيين،
ونؤكد محبتنا وتقديرنا الكاملين لاشقاءنا في الخليج وعلى رأسهم الشقيقة الكبرى السعودية حفظها الله ونؤكد لهم اننا مع أمنهم ولن نقبل بالمساس به باي صورة
ونقول لاخواننا في قطر لن نخذلكم
بداية يعلم الجميع اننا ضد سياسة ايران التوسعية وخططها المذهبية لتصدير الثورة الخمينية ونشره في عالمنا العربي والإسلامي بل إننا وضعنا التصدي لإيران ومخططاتها وميليشياتها تلك على راس أولوياتنا والجميع يعلم ويشهد بذلك ولسنا ضد المواطنين الشيعة بل ندعو ان يكون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات كمواطنين إنما نحذر من الذين يوالون ايران على حساب بلدانهم ونعود لقطر وازمة الخليج فلم نلحظ ان قطر تتماهى مع سياسة ايران في المنطقة بل ان موقفها في سوريا ومصر واليمن والعراق ضد ايران في حين نجد سياسة بعض دول الحصار في سوريا متطابقة مع ايران وتدعم نظام بشار ولها علاقات اقتصادية وثيقة مع ايران فما الامر اذا ؟!!!

ان كانت المطالب التي قدمت لقطر عن طريق الكويت هي سبب الأزمة فالامر لايستحق أزمة !!
فان جلها ادعاء غير صحيح والآخر لايستحق كل ردة الفعل هذه والبعض الاخر من المطالب نحن ضده لانه ضد مصلحة الشعوب ومنها إغلاق قناة الجزيرة فرغم بعض ملاحظاتنا على قناة الجزيرة وسياستها التحريرية وحظوة تيار الاخوان المسلمين على برامج حوارية مهمة وتغطيتها لفعالياته واستضافتها المستمرة لرموزه وقد قابلت شخصيا مدير قناة الجزيرة منذ عدة سنوات وطلبت منه في لقاء ودي واحترام متبادل من باب النصيحة وزيادة احترام وتأثير قناة الجزيرة في الشعوب العربية فتح المجال للقوى الاسلامية والوطنية في الوطن العربي للظهور على قناة الجزيرة بصورة متوازنة ومتكافئة مع تيار الاخوان المسلمين ورموزه ووعدني خيرا ولم يحصل شيء من ذلك الا القليل وبصورة مؤقتة ولااقول ذلك لمصادرة حق جماعة الاخوان المسلمين في التعبير عن آرائها وحقها في مخاطبة الأمة والدفاع عن نفسها مع اختلافنا معهم المعروف ولا في حق الجزيرة في استضافة من تراه منهم او إسناد برامج للكفاءات من كوادرهم وهم كثر وفقهم الله للحق بل من باب الحيادية والمهنية المفترضة في قناة رفعت شعار الرأي والراي الاخر واختارت كما تعلن دائماً ان تنحاز للشعوب ومطالبها في الحرية والكرامة والعدل وحقها في السيادة في أوطانها بعد الله وتقرير مصيرها واختيار حكوماتها ومحاسبتها ….
الا ان مطلب إغلاق قناة الجزيرة ليس موجها ضد قطر الشقيقة ولا الشعب القطري الكريم ولا ضد القناة ودورها في نشر الوعي في الأمة فحسب بل انه موجه ضد الأمة وحقها في معرفة الحقيقة وضد الرأي الاخر الذي يمثل الشعوب في مواجهة مئات القنوات التي تروج للأنظمة الاستبدادية وضد حق الأمة في تطوير حياتها السياسية وتغيير واقعها المرير مقابل سياسة دول الظلم والطغيان التي تصر على استمرار حالة الذل والهوان التي تعيشها الشعوب ان مطلب إغلاق قناة الجزيرة ضد كل مواطن عربي يؤمل ان تكف أيدي العابثين عن سرقة الأموال العامة وإيداعها في ارصدة الحكام وبطانات السوء ومافيات الفساد بدلا من انفاقها على رفاهية الشعوب بل توفير الحد الأدنى من العيش الكريم للمواطنين ان مطلب إغلاق قناة الجزيرة هو المطلب الجوهري والاساسي من دول الحصار وهو مربط الفرس في كل هذا الضجيج المفتعل لأنهم يريدون قمع الشعوب واذلالها وامتهان كرامتها ولايسمحون لها بالأنين والتوجع من الالم والقهر فضلا عن توفير الكرامة والاحترام للشعوب التي يتحكمون في مصيرها ويقودونها الى المجهول فضلا عن حق الشعوب في حاضر ومستقبل أفضل حتى اذا وقع المحذور وأصبحت الأمة تتحمل تبعات سياساتهم فروا باموالهم وتركوها تواجه مصيرها المحتوم لاسمح الله
اننا في الوقت الذي نطالب دولنا الخليجية التي نقدرها ونحترمها ان تواكب تطلعات شعوبها ومطالبهم في المشاركة الشعبية وتوفير ضمانات الحكم الرشيد الذي يضمن لها اختيار من يمثلها في مجالس برلمانية منتخبة تملك سلطة حقيقية في التشريع بما لايخالف شرع الله وحقها في تشكيل الحكومات التي تدير شؤونهم ومراقبتها سياسيا وماليا وإداريا ومحاسبتها ومنحها الثقة او حجبها عنها كي تتحمل الشعوب مسؤلية إدارة شؤون دولهم بما يحقق لها الحرية والعدل والرفاهية ونطالبهم باحترام حقوق الانسان وتوفير ضمانات العدالة للجميع وكذلك الشفافية في جني وصرف الأموال العامة نجد بعض انظمتها تسير عكس الاتجاه وتصعد من اجراءاتها القمعية ضد شعوبها وتزيد من التضييق على الحريات وأصبحت لاتطيق سماع الرأي الاخر وقلصت مساحة حرية التعبير التي كانت متاحة قبل سنوات عدة بل وزادت من قمع شعوبها واتخاذ إجراءات بوليسية دون أدنى ضمانات للعدالة علاوة على مدد اعتقال مفتوحة المدى وإصدار احكام قاسية لمدد طويلة على تهم واهية في محاكمات صورية واستباحة للاموال العامة اي اننا في تراجع خطير ينبئ بمستقبل لايبشر بالخير ويدعونا للحذر وبشدة من الخطوة التالية ضد قطر وبعد قطر والتي أتمنى ان يعلو صوت الحكمة الذي نتوقعه من اهلها بين الاشقاء على التهور الذي يقود المشهد الان بل ونخشى ان نكون الدولة الثانية بعد قطر الشقيقة ولااستبعد ذلك فالكويت رغم سياساتها المتضامنة مع دولنا الخليجية وخاصة الشقيقة الكبرى السعودية حرسها الله ملكاً وشعبا تقديرا لدورها وعرفانا بجميلها لها علاقات متوازنة مع ايران والعراق بحكم القرب الجغرافي منها وتركيبة المجتمع الكويتي وكذلك نحن ضد تصنيف جماعة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية لأنهم جزء اصيل وبناء من مجتمعنا وان اختلفنا معهم ففيهم من أهل الفضل والعلم والدعوة ورجال الدولة رجالا ونساءً شبابا وشابات من تفخر بهم الكويت ويعلم الجميع نقدي لهم بل وقسوتي عليهم احيانا الا أني احبهم في الله وانصح لهم وانصحهم وأتقبل النصيحة منهم فنحن في مركب واحد وبلد واحد وهم واحد كما انهم أعلنوا منذ عقود نبذهم العنف وأنهم يدعون للإصلاح بالوسائل السلمية وفق الأنظمة المرعية وهو مانشجعهم عليه وأكدنا عليهم ان يكون قرارهم هذا استراتيجيا وليس تكتيكيا وهو مااكده لنا قياداتهم في الكويت وفي عدة بلدان عربية ولعل اختبار مصر اليوم وامتحانهم العصيب الذي هم فيه فرج الله كربتهم وأهل مصر جميعا دليلا على صدق تحولهم والله اعلم بالسرائر نحو السلم ونبذ العنف وأكدها المرشد محمد بديع فك الله أسره عندما قال سلميتنا أقوى من الرصاص ونطلب منهم الصبر والاحتساب وعدم الانجرار وراء اي نوع من استخدام العنف او التحريض عليه بل والتحذير من ذلك فالفرج قريب بعون الله ومن يثبت عليهم من دول الحصار استخدام العنف والارهاب فنحن معه ضدهم اما ظلمهم فلن نقبل به وان اختلفنا معهم وفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي عالم جليل وله جهود في خدمة الاسلام والمسلمين أفنى حياته في خدمة الاسلام والمسلمين دعوة وتعليما أحسبه والله حسيبه ولااعصمه من الخطا وسبق ان منحته السعودية جائزة الملك فيصل لخدمة الاسلام ومنحته الإمارات جائزة دبي لخدمة الاسلام وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية العالمية ومقرها الكويت فهل سنفاجئ باعلام الدول الشقيقة يهاجمنا ويطرد مواطنينا من دولهم ويفرض حصاراً علينا ويملي علينا أشقاؤنا شروطا مشابهة للإذعان لها او القطيعة والهجوم الإعلامي علينا أتمنى ان لايحصل ذلك مع انني لااستبعده في ظل حدة المواقف التي أصبحت بعض دولنا الخليجية تنتهجها والهجوم الإعلامي القاسي الذي يصل احيانا الى حد الاساءة والاهانة كما نرى مع قطر الشقيقة وشعبها الكريم على غير ماعهدناه من هذه الدول من حلم ورفق وحكمة وحنكة في معالجة الأمور التي هي اصعب مما نحن فيه ام ان المستقبل يخبئ لنا أمرا خطيرا جللا وعاراً تخشى بعض الدول من فضيحته تهيئ له الأجواء وغير مسموح باي صوت غير صوتهم ولارأيا الا رأيهم كما قال فرعون مااريكم الا ماارى حتى لاينكشف المستور وتخرج لنا
صفقة القرن!!!
التي بشر بها نتنياهو وترمب !!!
قبل فترة والتي تهيأ لها الظروف على الارض وبحريا واعلاميا
الله اعلم
والله المستعان

د.فهد صالح الخنه