أقلامهم

أحمد المليفي بانتظار رسالة العراق

رسائل الكويت وصلت بانتظار رسالة العراق

أحمد المليفي
رغم كل ما أصاب الكويت من اغتصاب للوطن، وقتل واسر لأبنائه، وتدمير لممتلكاته من قبل العراق بنظامه السابق المقبور. فان الكويت استمرت في ارسال الرسائل الايجابية للشعب العراقي. سواء بالمساهمة المباشرة باسقاط النظام الصدامي القابع على قلوب الشعب هناك. أو المساعدات الانسانية المستمرة والدعم السياسي الداخلي والخارجي للشعب العراقي وحكومته.
 
وقد تكلل هذا الدعم بما قام به سمو أمير البلاد بالمشاركة المباشرة الشخصية في القمة العربية التي عقدت في بغداد. رغم كل المخاطر التي كان يمكن ان يتعرض لها وهي مخاطر حقيقية دفعت قادة آخرين الى عدم المشاركة وهم معذورون في ذلك. هذه المشاركة الكويتية على أعلى مستوى قدمت للعراق دعما سياسيا عربيا ودوليا اضافيا، العراق في اشد الحاجة له.
 
بل ان سمو الأمير قدم دعما انسانيا للشعب العراقي، وسياسيا للحكومة العراقية بالافراج السريع عن البحارة العراقيين الذين دخلوا بصورة غير شرعية الى الكويت. 
وكما قلنا ان الكويت حكومة وشعبا اكبر المتضررين من العراق ولم يكن احد سيعتب علينا حتى لو استعنا بفكرة ذي القرنين ببناء سور حديدي بيننا وبين العراق. ولن يعتب احد على الكويت لو أنها وقفت متفرجة عما يحدث في العراق دون تدخل لا انساني ولا سياسي. فالكويت والشعب الكويتي يحتاج الى جيل كامل جديد مع روح عراقية ايجابية مختلفة لكي يتناسى مخاوفه ويلعق جراحاته. 
اليوم نحن بانتظار رسالة واضحة من العراق حكومة وشعبا للرد بالمستوى المطلوب على رسائل الكويت الأخوية الصادقة. نحن نعلم أن العراق بلد فيه حريات وفيه ايضا بقايا للنظام السابق وفيه من يريد أن يتاجر سياسيا بعلاقاته الخارجية. ولكن ذلك لا يمنع من قيام جبهة جديدة سياسية تمثل رجال دولة تقف أمام مثل هذه التصرفات وتواجهها وتفضحها. 
ان الموقف السلبي منها والخوف من مواجهتها يعني أن هناك شعورا شعبيا عراقيا لا يزال يؤمن بمثل تلك الأفكار الصداميه. وهنا نسأل ما دور الحكومة العراقية بتغييره على مستوى التعليم والثقافة الصحافة؟.
 
كلنا نعلم أنه لا العراق اذا استقرت أوضاعة يحتاج الى الكويت من الناحيتين المادية أو السياسية. ولا الكويت يحتاج الى العراق من الناحيتين المادية أوالسياسية. ما يحتاجه البلدان هو جو من التعايش السلمي الأخوي. تخلقه ثقافة مترسخة في نفوس الشعبين بأهمية ذلك، وعلى العراق أن يضع خطته لبناء هذا الفكر الثقافي على ارض الواقع. هذه هي الرسالة التي نريدها من العراق بعد كل الرسائل التي بعثناها فهل يقدمها العراق؟ نأمل ذلك.