أقلامهم

صراع القبائل ولعبة الفانيلات الزرقاء والحمراء .. وائل الحساوي

 وائل الحساوي

صراع القبائل

أشهر لعبة على الفيسبوك الآن هي لعبة «صراع القبائل» والتي يعرّفها منتجوها بأنها: «لعبة بناء وحروب مثيرة يمكنك فيها أن تبني قريتك لتحارب القبائل الأخرى مع أصدقائك، فاللعبة تأخذك إلى الحضارة العربية الأصيلة، في حروب ومعارك مثيرة، يمكنك بها أن تحتل القبائل الأخرى، وهذا يعتمد على قوة قبيلتك».

القصة عندنا في الكويت سهلة وبسيطة ولا تحتاج لذكاء لفهمها، ويلعب فيها فريقان: الفنايل الزرقاء وهم فريق الشيخ ناصر المحمد والفنايل الحمراء وهم فريق السعدون والبراك والطبطبائي والحربش والمسلم.

الشيخ ناصر يستمد شرعيته من ثقة سمو الأمير به ومن فريق الفنايل الزرقاء في المجلس الذين بايعوه على السمع والطاعة في البأساء والضراء والمنشط والمكره مهما تقاذفتهم الأمواج «ورمتهم العرب عن قوس واحدة»، الفريق المعارض يستمد شرعيته من أن الشيخ ناصر قد أجهض ست حكومات على مدى خمس سنوات، وأن غالبية الشعب لا يعتقدون بنجاحه في الحكومة السابعة لأن شيئاً لم يتغير في أسلوب تشكيلها وعناصرها وسياساتها، ويقولون بأن أغلب النواب المؤيدين له هم أصحاب مصالح وقد اشترتهم الحكومة بالأموال والمناصب، لذلك لابد له من الرحيل الفوري.

أصحاب الفنايل الحمراء عاهدوا أنفسهم على أن يعملوا على اسقاط حكومة الشيخ ناصر بأسرع وقت ممكن وبجميع الطرق الدستورية وغير الدستورية، وفريق الفنايل الزرقاء ردوا عليهم بالمثل باستخدام الألاعيب السياسية والأدوات الدستورية الجائزة والمحرّمة.

الشيخ ناصر زعلان لأن الشعب كان يجب أن يحترم إرادة سمو الأمير باختياره لا سيما وهو يمثل دفة التوازن داخل الأسرة الحاكمة وأن له طموحات آتية، بينما المعارضون يردون عليه بأن منصب رئيس الوزراء غير مقصود به حكم الأسرة الحاكمة وإنما هو أهم مسؤولية لحكم الشعب وتسيير أمور البلاد، ورفعوا شعار «الشعب يريد اسقاط الرئيس» وقالوا بأنها مسألة وقت قبل أن يضطر الشيخ ناصر للتنحي ولا تسألونا عن الثمن لذلك!!

أبناء الأسرة يخشون أن يؤدي الرضوخ لمطالب المعارضة إلى افلات الزمام من أيديهم وأن يصل الأمر الى وزارة شعبية، أما المعارضة فيرون بأن اختيار رئيس وزراء مرضي عنه هو صمام الأمان لاستمرار رئاسة الوزراء بيد الأسرة.

الفريقان يراهنان على الفوز ولديهما الاستعداد للانتظار مهما طال الزمان وليس لديهما ما يخسرانه.

المشكلة هي أن أصحاب الفنايل البيضاء، وهم أنا وأنت وغالبية الشعب الكويتي ليس لهم دور في ما يجري وإنما يراد لهم أن يجلسوا على مدرجات الملاعب للتشجيع والتصفيق، والمشكلة هي أن الأموال الكثيرة التي يمتلكها الشعب يتم تبديدها – من دون حساب – لإرضاء أعضاء الفريقين وشراء ولاءاتهم بينما البلد – المسكين – ينهار بسرعة الضوء الى القاع.

نصيحتي لأصحاب الفنايل البيضاء بأن يتعلموا لعبة «صراع القبائل» ويلعبوها بدلاً من أن يشغلوا أنفسهم في لعبة الفنايل التي يبدو بأنها ستستمر طويلاً!!