مو حاشم نفسه
د. صلاح الفضلي
«المجلس ما راح يستمر لأنه مو حاشم نفسه»، هذه كانت إجابة قطب سياسي كبير رداً على سؤالي له عن توقعاته لاستمرار مجلس الأمة من عدمه، كلام القطب السياسي تعزز بالأمس عبر صدور مرسوم بتعليق اجتماعات مجلس الأمة لمدة شهر، ما حوته سطور بيان مجلس الوزراء بخصوص مرسوم تعليق الجلسات أقرب ما يكون إلى العبارات التي اعتدنا عليها عند صدور مرسوم حل مجلس الأمة، فالبيان يتحدث عن تجاوز مجلس الأمة لصلاحياته، وهي عبارة يعرف المتابعون مغزاها، فلم يعد سراً أن علاقة الحكومة بالمجلس وصلت إلى طريق شبه مسدودة، ولذلك لابد من مخرج آمن قبل أن نضطر للوصول إلى مرحلة كسر قلم الرصاص كما هو معروف في تركيا.
مرسوم التعليق يكشف بجلاء عن نفاد صبر القيادة السياسية على وضع مجلس الأمة وعلاقته المتوترة بصورة مستمرة مع الحكومة، التي نتج عنها استقالة وزيرين في الحكومة، وعدم رغبة مجموعة من الوزراء في الاستمرار في الحكومة، ما يعني عملياً عدم إمكانية الحكومة في البقاء على قيد الحياة.
مرسوم تعليق اجتماعات المجلس في هذا التوقيت يوحي بعدة أهداف منها:
1 – انتظار حكم المحكمة الدستورية بشأن دستورية قرار حل مجلس الأمة السابق.
2 – انتظار قرار القضاء بحق النواب المقتحمين لمجلس الأمة.
3 – ترتيب وترميم صفوف الحكومة والتعامل مع الخلاف بين رئيس الوزراء ونائبه وزير الداخلية.
4 – تهيئة الأجواء لحل مجلس الأمة الذي يبدو أنه صار محسوماً.
مرسوم التعليق أشبه ما يكون بكرت أصفر موجه من قبل الحكم ضد اللاعبين الذين يمارسون الخشونة المتعمدة، وأغلب الظن أن النواب المشاغبين لن يتوقفوا عن ممارسة هوايتهم المفضلة في المشاغبة وارتكاب الفاولات المتعمدة، التي وصلت إلى حد مشاغبة الحكم نفسه وعدم احترام قراراته، وأغلب الظن أن الحكم لن يتوانى عن إشهار الكرت الأحمر إذا استمر المشاغبون في عدم احترامهم لقواعد اللعب، لكل ما تقدم نعيد ما قلناه سابقاً: «جهزوا خيامكم».

أضف تعليق