أقلامهم

علي البحراني يرفض التعامل مع الشيعة كرهائن البعض يحاكمهم والبعض يدافع عنهم

الكاتب علي البحراني يصف حال الشيعة والتعامل معهم في دول الخليج ويرفض اعتبارهم رهائن في هذه المنطق حيث يدافع البعض عنهم وكأنهم متهمين رغم أنهم عرب أقحاح سكنوها قبل الإسلام. كما يرفض حصرهم في إطار من الطائفية والنظر إليهم كعميل عند كل أزمة

هل الشيعة رهائن في دول الخليج؟
يؤكد المؤرخون أن المنتمين للطائفة الشيعية في دول الخليج هم عرب اقحاح، إذ إنهم موجودون على أراضيهم حتى قبل الإسلام، وهم أهل (هجر والخط) ثم اقليم الأحساء، وهو من شمال الكويت حتى جنوب الإمارات قبل التقسيم. 
العرب في هذا الإقليم ليسوا حالة طارئة ولا هي نازحة من مناطق أخرى بل ان تراب هذه المنطقة تكون من أجساد أجدادهم. لقد دخلوا الإسلام برسالة من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله فهم مسالمون منذ ذلك الحين، ومنذ تلك الرسالة وحتى اللحظة هم موجودون كعرب متحابين متعايشين مع بعضهم البعض رغم وجود التقسيم الطائفي فيهم وقبل تقسيم دول الخليج كما هو عليه الآن، ومع كل هذه المعطيات لايزال هناك من تسره الفرقة ويرقص على حبال تأجيج الطائفية بالتشكيك بولاء جزء من النسيج الوطني من أبناء المذهب الشيعي لأوطانهم، فمن وراء كل تلك الافتراءات؟ وهل يحق للشيعة أيضا اتهام من يشكك في ولائهم أنه يخضع لأجندة (أيا كانت) تريد أن تفرق الأمة وتشتت شملها؟ أم أن التشكيك كتب عليه أن يكون في ولاء الشيعة حصرا؟ ولن نستحضر دلائل عكس ذلك لأنه سيكون مملا من كثرة ما تردد. 
وفي كل أزمة من الأزمات السياسية والطائفية في هذه المنطقة يطل علينا البعض عبر وسائل الإعلام الرسمي وغير الرسمي لينفذ أجندته في حشر الطائفة الشيعية في خندق التشكيك لينشغلوا بالدفاع عن أنفسهم ويجددوا ولاءهم لأوطانهم، ويعاد في كل أزمة احتجاز الطائفة الشيعية كرهائن لحلها عبر سيمفونية نشاز، واشغالهم باحتجازهم في قفص الاتهام مرجعين القضية إلى المربع الأول بنفس التهم وبنفس الادعاء والقضاة وذات المحاكمة التي برأتهم من التهم المنسوبة إليهم نهاية كل أزمة، فمن وراء تلك الأجندة؟ ومن تتبع؟ ومن يمولها؟ وإلى ماذا تهدف من تشتيت اللحمة الوطنية؟ فهل يحق لنا طرح مثل هذه التساؤلات أم أن هذه أيضا من ضمن الأجندة الخارجية التي نتهم بها في كل أزمة، ويعاد صياغتها في كل حين، فلنعرف من الآن فصاعدا أننا متهمون على كل حال، ومادام الوضع كذلك فلا حاجة الى أن نقع في الفخ في كل مرة وننشغل عن مطالبنا بالدفاع عن أنفسنا وينقلب الحال من مطلب عن حقوق إلى دفاع عن تهمة وتجديد الولاء، علينا الا ننساق وراء هذه الأجندة والا نكون رهائن الأزمات، فما عادت هذه النغمة تطرب عازفيها فقد رأينا أن الأقلام الشريفة لدى البعض من أخوتنا أبناء السنة قد دافعوا وترافعوا عنا بمقالاتهم وبلقاءاتهم المتلفزة وكانوا خير دفاع ضد تلك التهم المزورة، وكيف نقضوها بصدقهم وحسن أخلاقهم وتوافقهم مع أنفسهم، وعلينا جميعا شيعة وسنة أن لانشكك في ولاء أحد فينا فليس في المنطقة من لا يحب وطنه ويموت فداء لأرضه وترابه، فالجميع هم من أصول النفط قبل ملايين السنين فلا مزايدة على انتماء مكون من مكونات نسيج أوطان الخليج.