منوعات

استقالة القاسم بعد غسان بن جدو
الجزيرة تغير جلدها

تقرير

بعد مرور أكثر من خمسة عشر عاما على انطلاق قناة الجزيرة الإخبارية التي تحمل شعار الرأي والرأي الآخر، شهدت هذه المؤسسة الإعلامية تحولات كبييرة على صعيد خطها التحريري وتوجهاتها في التغطية والاحجام عن الأحداث وعن طريقة المعالجة، لكن كل تلك التغيرات لم تطح برموز شاشتها، وقد استطاعوا التماشي مع المستجدات.

البدايات

في بداية انطلاق القناة سيطر اعلاميون اردنيون وفلسطينيون ذوو توجهات فتحاوية على القناة فكانت الكويت محط الانتقاد، ثم سيطر اعلاميون ذوو توجهات اسلامية وتحديدا حركة الاخوان بدخول المدير العام وضاح خنفر إلى إدارة القناة فتوترت العلاقة مع السعودية التي تعتبر الإخوان خطرا كما جاء في تصريحات سابقة للنائب الثاني نايف بن عبدالعزيز. 

الاخوان

وبدخول الاخوان بدأت تتضح علاقة بين القيادة في قطر والاخوان مثل علاقتهم بالسودان وحماس وتوترت الأجواء مع مصر عدو الاخوان وكذلك السعودية، وكوضع طبيعي تعمقت العلاقة بالشيعة حلفاء الاخوان حتى ماقبل الثورات العربية، وجاء غسان بن جدو كتتويج لهذه العلاقة وهو ابن لأم لبنانية شيعية ولديه علاقة متميزة مع حزب الله وحركة أمل، ورغم استياء الكادر المهني بالجزيرة فقد حظى بن جدو بمساحة كبيرة من الشاشة.

التغيير الكبير

بدأ التحول الجذري في قناة الجزيرة مع بداية الثورات العربية مع مطلع العام الحالي حيث توطدت العلاقة مع الرياض وأعلنت عن افتتاح مكتب لها في الرياض، وتم السماح من الحكومة السعودية للمعلنين بالإعلان في الجزيرة بعد أن تم المنع منذ سنوات.

هذا التغير واكب الاهتمام الذي أبداه القادة الخليجيون بتوحيد موقفهم إزاء ثورات الشعوب للحفاظ على حكمهم، وهنا تركت الأمور الجانبية والأهداف القريبة من أجل الاستقرار والثبات وربما كان هذا من أسباب التضحية بغان بن جدو ممثل الأطراف الشيعية في قناة الجزيرة ومن ثم فيصل القاسم الذي طالما هاجم السعودية والنظام فيها.

ارهاصات

وقد أكدت شبكة قنوات الجزيرة الفضائية القطرية بأن برامجها الحوارية ستخضع لإعادة التقييم، وعلى رأسها برنامج “الإتجاه المعاكس” الذي توقف منذ أكثر من شهر، بسبب التغطية الحية والمباشرة لأغلب وقائع الثورات والإضطرابات الحاصلة في الدول العربية، 

وقال فيصل القاسم عقب استقالته:” أصبحت خارج قناة الجزيرة القطرية، لأنها خانت المهنية، وكالت بمكيالين بشأن الأحداث العربية الأخيرة”، مؤكدا أنه سلم إستقالته مسببة لإدارة القناة، وأنه طوى صفحة الجزيرة من مسيرته المهنية.

وتأتي استقالة القاسم من الجزيرة، بعد نحو أسبوع من إستقالة مماثلة قدمها الإعلامي غسان بن جدو مدير مكتب الفضائية في العاصمة اللبنانية بيروت، للأسباب ذاتها، إذ يؤكد بن جدو والقاسم بأن سياسة فضائية الجزيرة القطرية قد تغيرت بشكل حاد، وأنها سلكت موقفا لا يتسم بالمهنية من الأحداث والإضطرابات الحاصلة في سوريا، وأنهم لهذه الأسباب يرون أنه من غير الممكن الإستمرار في العمل لصالح الفضائية التي نالا منها شهرة إستثنئاية.

المستقبل

ووفقا لشبكة قنوات الجزيرة فإن المحطة الإخبارية الرئيسية ستطل على المشاهد العربي في دورتها البرامجية الجديدة ببرامج حوارية تفاعلية تبث على الهواء مباشرة، ضمن قرار التجديد الذي أقدمت عليه، وأن المشاهد العربي سيجد نفسه أمام برامج حوارية أكثر حرية وجرأة، عبر تقديم وجوه إعلامية جديدة، وهو الأمر الذي تراه الأوساط الإعلامية بديلا عن أي فراغات قد تنجم عن غياب وجوه إعلامية بدأت مع إنطلاقة الفضائية القطرية.

ومن المتوقع بعد التحول الذي شهدته قناة الجزيرة أن تتطور الأوضاع داخل القناة فبلا شك أن للأمر تبعات وذيول لن تنته سريعا، ورغم أن القاسم وبن جدو أعلنا تقديم استقالتيهما إلا أنه من الواضح أنهما لم يعد مرغوبا بهما ضمن السياسة الجديدة، والتي من المتوقع أن تكون أكثر حيادا وتوازنا خاصة مع جيرانها.