حوارات

عبد المحسن الخرافي في حوار مع سبر: الكويت بحاجة لإغاثة فكرية

*أوصي من يعمل في المجالات الخيرية بتقوى الله وتجنب  الرشاوي والاختلاسات 
*شغلتني الثورات العربية  .. من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم 
* الوقف مشروع حقيقي للوحدة الوطنية 
*ندعم فئة البدون عبر مشروع “طالب العلم” 
*قدمنا اقتراحا للجهات المسؤولة بمشروع يعزز الوحدة الوطنية

حاوره : عياد خالد الحربي / سبر .

لأنه أحد أبرز قيادات العمل الخيري في العالم الاسلامي ، فقد مُنح الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف جائزة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة المخصصة لأبرز رموز العمل التطوعي في العالم العربي ، ولا غرو فالرجل موسوعة في الدعوة الاسلامية واستاذ جامعي في الشريعية الاسلامية وله العديد من الأبحاث والمؤلفات الاسلامية والتاريخية ويعد أحد صروح العمل الخيري ، وصاحب مشروع في الوحدة الوطنية عبر مبرة الآل والاصحاب وتزويد الجهات المسؤولة بمرئياته ومقترحاته حول هذا الهدف النبيل.

وعلى ذكر الوحدة الوطنية ، فقد أكد الخرافي الذي التقته سبر ان الوقف يعتبر مشروعا حقيقيا للوحدة الوطنية، فهو يدعو إلى السلم الاجتماعي وتحقيق التكافل بين أفراد المجتمع جميعهم دون أي تفرقة بينهم سواء على أساس الدين أو المذهب أو العرق، وخير دليل على ذلك “الوقف الجعفري”.

واشار الى ان الأمانة العامة للأوقاف تقدمت للجهات المسئولة بمقترح حول مشروع وطني لتكريس الهوية الكويتية وتطويق الطائفية، ونبذ أي سلوك سيئ قد ينشأ نتيجة للتجاذبات الاجتماعية ، ووأد  الأفكار والسلوكيات المجتمعية التي تدعو إلى الفرقة والتشرذم .

واكد الخرافي على حاجة المجتمع الى  ما يسميه بـ “الإغاثة الفكرية” قبل المادية التقليدية كمحاولة القضاء على الطائفية وتقريب وجهات النظر بين أطياف المجتمع الكويتي.

 وأوضح الخرافي جهود امانة الاوقاف في خدمة قضية البدون ” فهم من أكبر المستفيدين من مشروع طالب العلم باعتباره المشروع الوحيد الذي يقدم مساعدات مباشرة إلى الأفراد وليس عبر جهات وسيطة كبقية مشروعات الأمانة”.

ولفت الى إسهامات الأمانة في مساعدة الاشقاء السوريين  عن طريق الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، بمبلغ قدره نصف مليون دولار… وهنا التفاصيل: 

 

*دكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي … نرحب بك معنا في هذا اللقاء، ونبارك لكم حصولكم مؤخراً على جائزة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة التي تُمنح لأبرز رموز العمل التطوعي في العالم العربي ، وهذا التكريم بمثابة إشراقة جديدة يقدمها أبناء الكويت لوطنهم وللأمة العربية والإسلامية . نحن نعلم سعادة الدكتور أنك تقلدت في مسيرتك الحافلة ؛ الكثير من المناصب وأدرت الكثير من المشاريع . حدثنا عن أبرزها كتعريف أولي للقارئ ؟ وعن أسباب منحك لهذه الجائزة ” جائزة العمل التطوعي ” ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم، لا أحب أن أتكلم عن نفسي كثيرًا، ولكن يمكنني أن أختصر الإجابة على سؤالك فيما صرح به عضو جمعية الكلمة الطيبة المنظمة لجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي  آل خليفة للعمل التطوعي حيث ذكر أن ” ترشيح اللجنة العليا المنظمة للدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي لنيل هذه الجائزة ضمن أبرز 11 شخصية عربية يأتي لكونه أحد رواد العمل التطوعي ومن خلال إسهاماته التطوعية، فالإضافة لكونه أمين عام الأمانة العامة للأوقاف فهو عضو مجلس أمناء مركز الكويت للعمل التطوعي (برئاسة الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح)، وعضو مجلس أمناء جائزة دولة الكويت للاقتصاد المعرفي برئاسة معالي وزير الدولة للتنمية، وعضو مجلس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، ورئيس اللجنة التربوية في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة بالديوان الأميري برئاسة فضيلة الشيخ د.خالد المذكور، وعضو مجلس إدارة مبرة مجموعة الصناعات الوطنية، ورئيس ومؤسس مبرة الآل والأصحاب، فضلا عن كثير من الأعمال التطوعية العامة كالمؤلفات التوثيقية للمحسنين في تاريخ الكويت والبرامج الإعلامية في المجال نفسه ” .

 
*لديك الكثير من المقالات والدراسات والكتب حول العمل الخيري بشكل عام ، والأعمال الخيرية الكويتية بشكل خاص ، وكتبك عن رجالات الكويت في مجال العمل الخيري التطوعي تعتبر من المراجع المهمة في المكتبة الكويتية . حدثنا عن هذه الكتابات بصورة عامة ؟
 
أعتبر أنني والحمد لله قد أسهمت إلى حد ما في أكثر من مجال مما يمكن اعتبارها بصمات متواضعة وهي:
1-                 البصمة الأكاديمية:
لي عدد 6 بحوث علمية منشورة في دوريات أو مؤتمرات علمية، وعدد 4 كتب، 5 تقارير علمية.
2-                  البصمة الوطنيـة:
من خلال عملي كرئيس اللجنة التربوية في اللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة بالديوان الأميري تم إنجاز عدد 11 مشروعاً تربوياً.
3-                 بصمة العمل الخيري والتطوعي:
·                     كاتب صحفي لزاوية أسبوعية في جريدة القبس الكويتية منذ عام 1989م.
·                     تقديم وإعداد العديد من البرامج الإذاعية بما مجموعه 1410 حلقات
 
4-                  بصمة تطويق الفتنة الطائفية:
من خلال عملي في مبرة الآل والأصحاب (في الكويت) التي قمت بتأسيسها بفضل من الله، تم إصدار عدد 6 من السلاسل و9 أقراص مدمجة:
·                     سلسة سير الآل والأصحاب : 10 كتب
·                     سلسلة العلاقة الحميمة بين الآل والأصحاب : 6 كتب
·                     سلسلة قضايا التوعية الإسلامية : 10 كتب
·                     سلسلة ذرية آل البيت الأطهار : كتابان
·                     سلسلة الناشئ المسلم في رحاب الآل والأصحاب : 3 كتب
·                     مجموعة معلقات (بوسترات) : 32 معلقة (بوستر).
·                     مجموعة من الإصدارات السمعية :(9) أقراص مدمجة وأشرطة كاسيت لكل منها.
·                     اللعبة التعليمية التربوية: سيرة الآل والأصحاب.
5-                 البصمة التوثيقيـة: (الإنتاج العلمي والأدبي والتوثيقي)
قمت بفضل الله بتوثيق عطاء أهل الكويت في مجالات كثيرة، وقد بلغت مجموع مؤلفاتي فيها عدد 13 كتاباً، فضلا عن بصماتي(مؤلفاً أو رئيساً للتحرير أو مشرفاً أو مراجعاً) في هذا المجال كذلك، مثل:
 
في الجانب التوثيقي التربوي:
1)                 سلسلة “مربون من بلدي”
في الجانب الوطني الخيري:
2)                 سلسلة “محسنون من بلدي” (10 أجزاء حتى الآن)
في جانب توثيق نماذج العمل المؤسسي الخيري المنطلق من تجارب (جماعية):
 
3)                 اللجنة الشعبية لجمع التبرعات … سفينـة الخيـر الكويتية وعطاؤهـا بين موانئ النكبات.
4)                 الأيادي البيض.. سجل الوفاء للمحسنين الكويتيين في مجال دعم الخدمات الصحية، وهو الكتاب الفائز بجائرة الدولة التشجيعيـة للعلـوم الإنسانية الاجتماعيـة لعـام 2005م
 
في جـانب توثيق نماذج العمل المؤسسـي الخيري المنطلـق من تجارب (فردية):
5)                 عبدالعزيز عبدالمحسن الراشد مسيرة و وصيته.
6)                 الباذل بصمت .. ناصر عبدالمحسن السعيد.
7)                 حمد عبدالمحسن المشاري .. سيرة وعطاء.
8)                 عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان .. ريادة عائلة وتميز إنسان.
9)                 عبدالله العلي العبدالوهاب المطوع.. رائد العمل الخيري الكويتي والعالمي.
في جانب التوثيق العائلي :
 
10)             عائلة العثمان … مدرسة السفر الشراعي في الكويت
11)             الوصول إلى الأصول… أوراق كويتية في سياق السيرة العائلية… عائلة الجارالله الخرافي.
12)             عائلة الغنام … رمز الضيافة الأصيلة للديوان الكويتي.
13)             عائلة البابطين … رمز الضيافة الأصيلة للديوان الكويتي.(تحت الطبع)
في الجانب المؤسسي التربوي:
 
14)             النظام التربوي. (مجلد واحد)
15)             المفاهيم التربوية في أسر الأنبياء. ( 3 مجلدات)
16)             المفاهيم التربوية في أسر الآل والأصحاب. (3 مجلدات)
 
في جانب المرجعية التربوية :
17)             موسوعة الأسرة
في الجانب الوطني:
18)             سلسلة ” قوافل شهداء الكويت الأبرار”
19)             مذكرات مرابط (يوميات عاصفة الصحراء في حرب التحرير ، ابتسامات لمواقف طريفة واقعية خلال الاحتلال).
20)             عدسة مرابط: صو ووثائف ناطقة من أنشطة المرابطين خلال الاحتلال.
 في الجانب الديني والأدبي :
21)  لطائف الأدب في استهلالات الخطب
 في الجانب التقني:
22) كتاب حاسبات الجيب مدخل إلى علم الحاسب (3 طبعات)
في الجانب الإحصائي:
23)  كتاب مدخل علم الإحصاء (طبعتان)
 


 *دكتور، ما هو الدور الخيري والوقفي ، والأعمال التي تقوم بها الأمانة العامة للأوقاف ، الواقعة تحت إدارتكم لها كونك الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت ؟

 
الأمانة العامة للأوقاف هي المختصة – بموجب المرسوم الأميري الصادر في 13 نوفمبر 1993م-  بالدعوة للوقف والقيام بكل ما يتعلق بشؤونه بما في ذلك إدارة أمواله واستثمارها وصرف ريعها في حدود شروط الواقف وبما يحقق المقاصد الشرعية للوقف وتنمية المجتمع حضاريا وثقافيا واجتماعيا لتخفيف العبء عن المحتاجين في المجتمع . وقد ساهمت الأمانة ليس فقط في العمل الخيري وحده، بل أسهمت كذلك في تحقيق التنمية بمفهومها الشامل سواء في داخل الكويت أو خارجها، وكان من نتيجة جهودها الكبيرة، أن أصبحت دولة الكويت –ممثلة عنها الأمانة العامة للأوقاف- هي “الدولة المنسقة لجهود الدول الإسلامية في مجال الوقف” بموجب قرارات المؤتمر العام لوزراء الأوقاف بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا في أكتوبر من سنة 1997. كما اختيرت كذلك لمنصب الرئيس الفخري لمنتدى الأوقاف بدول جنوب شرق آسيا ونيوزلندا. كما حصلت إدارة التخطيط والاستشارات الفنية على المركز الاول للعام الثاني على التوالي في مسابقة جمعية الشفافية وهذا يدل على السياسة والخطة الواضحة للأمانة العامة للأوقاف . ومن أبرز إسهامات الأمانة العامة للأوقاف في العمل الخيري والتنمية بمفهومها الشامل أن قامت بتنفيذ العديد من المشاريع  والبرامج، من أهمها  “بناء منظومة الصناديق الوقفية” وهي تجربة كويتية فريدة تميزت بها دولة الكويت، حيث تم إنشاء مجموعة من الصناديق الوقفية تستهدف إحياء سنة الوقف وتكوين أوقاف جديدة، وتنمية المجتمع وتوعيته وتلبية احتياجاته، والمساهمة في تنسيق جهود تنمية المجتمع ومن هذه الصناديق: الصندوق الوقفي للقرآن الكريم وعلومه، ومن أبرز انشطته جائزة الأمانة الكبرى التي تقام سنويا برعاية سمو أمير البلاد وتعتبر من أكبر الجوائز في الكويت، والصندوق الوقفي للتنمية الاجتماعية ولديه مشروعات عديدة كمشروع «اصلاح ذات البين» الذي حقق نسبة نجاح تجاوزت الـ%50، وكذلك الصندوق الوقفي للتنمية الصحية، والصندوق الوقفي للدعوة والإغاثة. كما قامت الأمانة بإنشاء عدد من المشاريع الوقفية، مثل: مشروع مركز الكويت للتوحد، ومشروع رعاية طالب العلم. وقامت الأمانة كذلك باقتراح مشاريع كبيرة لتنسيق جهود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجالات العمل الوقفي، أو مشروع “الوقف الخليجي”.
وهناك مشاريع أخرى حديثة، ومنها:
1 ) مركز صدى ويعنى بتعليم وتأهيل وتمكين الاطفال ضعاف السمع (فئة زارعي القوقعة) من التفاعل اللغوي السليم بهدف دمجهم مع الاطفال الاسوياء في المرحلة الابتدائية.
 
1)                    ومركز الرؤية الذي يعمل على توفير البيئة الامنة الصالحة لتمكين الاسر التي انفصلت جراء الطلاق من رؤية ابنائهم واطفالهم في اجواء وأماكن مناسبة وتحت اشراف وتوجيه اجتماعي بما لا يترك اثارا سلبية في نفوس الاطفال.
2)                   ومشروع مودة الذي سينبثق عنه وثيقة لمعالجة العنف الاسري في الكويت.
 
بجانب وقفيات أخرى مهمة بالمشاركة مع عدد من الجهات، مثل: «وقفية المبرة الكويتية للتنمية الأسرية»، ووقفية التوعية المرورية والوقاية من الحوادث بالتعاون مع وزارة الداخلية.
 

*قال تعالى ” وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ” ، أين الأمانة العامة للأوقاف من تذكير وحث أهل الخير على الأعمال الوقفية والخيرية بداخل دولة الكويت وخارجها ؟ وهل لديكم منهجية معينة وخطة عمل في الإعلانات والوصول لمن يريد المساهمة لديكم في الأعمال الخيرية؟
 
الدعوة إلى الوقف هي من أساسيات عمل الأمانة العامة للأوقاف، ومن ثم فهي تستخدم كافة السبل الممكنة لحث المحسنين على إنفاق أموالهم في العمل الخيري عبر الوقف، الذي يتميز بالديمومة والاستقرار والثبات، فضلا عن اتساع عدد المستفيدين منه على مر الأجيال . ومنهجيتنا في ذلك تقوم على كسب ثقة المحسنين عن طريق إبراز الالتزام بالمهنية في أعمال الأمانة، والشفافية الكاملة في إدارتها، فضلا عن حسن اختيار المشروعات التي تقنع المحسنين بجدوى إنفاقهم سواء في ميزانهم الأخروي، أو نفعهم الدنيوي.
 


* كيف للوقف أن يكون مشروعاً للوحدة الوطنية كما ذكرت ذلك في أحد اللقاءات ؟ فهل من اللائق أخلاقياً وشرعاً أن يتم التمييز في الأعمال الخيرية الوقفية بين طائفة أو فئة على أخرى ؟ وماذا عن تعاونكم مع الوقف الجعفري بما يشكل المنفعة والمصلحة العامة ؟

 
الوقف يعتبر مشروعا حقيقيا للوحدة الوطنية، فهو يدعو إلى السلم الاجتماعي وتحقيق التكافل بين أفراد المجتمع جميعهم دون أي تفرقة بينهم سواء على أساس الدين أو المذهب أو العرق، وخير دليل على ذلك “الوقف الجعفري” والذي يعمل بانسجام تام مع الأمانة العامة للأوقاف ويستفيد من كل قطاعات الأمانة. وبالإضافة إلى ذلك فقد تقدمت الأمانة العامة للأوقاف للجهات المسئولة بمقترح حول مشروع وطني لتكريس الهوية الكويتية وتطويق الطائفية، وذلك من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات الدعوية الموجهة لجميع شرائح المجتمع لبث العمل الوطني والوحدة الوطنية والتمسك بثوابت المجتمع الكويتي ونبذ أي سلوك قد ينشأ نتيجة للتجاذبات الاجتماعية التي قد تؤثر على تطور المجتمع من جهة، إلى جانب بروز أفكار وسلوكيات مجتمعية تدعو إلى الفرقة والتشرذم من جهة أخرى . ويأتي هذا من منطلق ما أسميه بـ “الإغاثة الفكرية” قبل المادية التقليدية كمحاولة القضاء على الطائفية وتقريب وجهات النظر بين أطياف المجتمع الكويتي.
 

*ما هي مواقف وأعمال الأمانة العامة للأوقاف تجاه قضية البدون في الكويت ، القضية السورية ، مسلمي بورما ، وبقية القضايا الإغاثية التي تكون بأمس الحاجة لدعم المؤسسات الخيرية لها ؟ أم أن أعمال الأمانة العامة للأوقاف مناطة فقط بداخل الكويت وللكويتيين، أم أن هناك قوانين وضوابط تقنن هذه الأعمال؟
 

تمتد إسهامات الأمانة العامة للأوقاف في المجال الوقفي في الداخل والخارج عبر إداراتها المختلفة، وبخصوص البدون على سبيل المثال فإنهم من أكبر المستفيدين من مشروع “طالب العلم” باعتباره هو المشروع الوحيد الذي يقدم مساعدات مباشرة إلى الأفراد وليس عبر جهات وسيطة كبقية مشروعات الأمانة، وهو لا يشترط سوى أن يكون طالب المساعدة كويتي الجنسية أو ممن لديه إقامة صالحة في الكويت خلال العام الدراسي الذي يطلب فيه الدعم. وبخصوص إغاثة المنكوبين بصفة عامة فيتولاه الصندوق الوقفي للدعوة والإغاثة بالأمانة، وقد أسهمت الأمانة في حملة إغاثة المنكوبين في سوريا –على سبيل المثال- عن طريق الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، بمبلغ قدره نصف مليون دولار.
 

*يعيش المجتمع الكويتي منذ سنوات مضت ؛ في حالة صراعات طائفية وفئوية ربما لم يشهد لها مثيل في السابق وهي حالة مستحدثة . برأيك دكتور وأنت من أبرز أعلام الكويت الداعين إلى وحدة الصف ومناهضة الطائفية ، برأيك ما هي الأسباب التي دعت إلى مثل هذه الصراعات التي سببت تصدعاً وشقاً للوحدة الوطنية ، وما السبيل على القضاء عليها؟
 

من أبرز العوامل التي تؤدي إلى الصراعات الطائفية والفئوية كذلك، الجهل بسنن الله في خلقه، وعدم المعرفة بالتاريخ، والتعصب المذموم، وسوء فهم بعض القضايا مثل التكفير، ومفهوم الفرقة الناجية، والقبلية المتطرفة التي يقل معها الولاء للوطن والحرص عليه. وعلاج ذلك لابد من معالجته معالجة شمولية عبر “الإغاثة الفكرية” التي أشرت إليها سلفًا، وإشاعة مفهوم التعايش السلمي بين أبناء الوطن، ونشر ثقافة “السفينة” التي مؤداها أن المجتمع عبارة عن سفينة واحدة إذا خرقها أحد ركابها غرق الجميع!

 

*بما أنك أحد رواد ومؤسسي مبرة الآل والأصحاب نجد أن من الأهداف المعلن عنها في مبرة الآل والأصحاب هي ” العمل على غرس محبة آل البيت الأطهار والصحابة الأخيار في نفوس المسلمين ” ، هل المسلمون اليوم في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى لمثل هذه الدعوة والتوعية الواجبة تجاه آل بيت رسولنا الكريم وصحابته رضوان الله عليهم ؟
 
نعم هم في أحوج ما يكونون إلى ذلك باعتبار أن المشكلة الطائفية والمذهبية باتت من أخطر المشكلات التي تواجه المسلمين وتمنع من وحدتهم، وهناك من يحرضون عليها ويجدون استجابة من بعض الجهلاء والمتعصبين للأسف الشديد، وهذه كانت من أهم الأسباب التي دفعتني إلى تأسيس مبرة الآل والأصحاب حتى تذيب الفجوات بين من تفرقوا على الآل والأصحاب بدلا من أن يجتمعوا عليهم، ومن ثم كانت إسهامات المبرة التي أشرت إليها آنفًا.
 
*هل شغلت الثورات العربية أو ما أُطلق عليها بالربيع العربي من اهتماماتك ومتابعتك ؟
 
بالطبع شغلتني كمعظم مواطني العالم الإسلامي، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .
 

*أخيرا سعادة الدكتور أنت عملت في المجال التربوي والمجال الأهلي والخيري والمجال الحكومي والمؤسسي ؛ ما هي كلمتك لمن يعمل في هذه المجالات ؟
 
أوصي من يعمل في هذه المجالات تحديدًا بتقوى الله ومراقبته، لاسيما الذين يقومون على العمل الخيري، باعتباره من أهم المجالات التي تحتاج إلى القوة والأمانة معًا، كما أوصيهم احتساب عملهم لوجه الله تعالى، والرحمة، والرفق بالفقراء والمساكين، وإتقان العمل والكفاية في أدائه، وتجنب المهلكات كالرشاوى والاختلاسات وغيرها.