أقلامهم

أقلامهم | عبدالمحسن جمعة يكتب: دلع واشنطن مع طهران… ومعتوه دمشق!

والله… جرح خاطري المتحدث الرسمي للبنتاغون وزميله في الخارجية الأميركية وهما يشتكيان بين فترة وأخرى من تحرش القوارب الإيرانية بالقطع البحرية الأميركية في الخليج العربي، حتى وصل إلى مرحلة وصفها الأميركان بأنها “تحرش خطير”!

نعم تحرش خطير عندما يقترب قارب إيراني 22 قدماً عليه رشاش 50 ملم من بارجة أميركية مجهزة بأحدث اختراعات البشرية من أسلحة، وموصولة بالأقمار الصناعية، ومدعومة بأكبر حاملات الطائرات وأضخم أسلحة الليزر في العالم!

الأميركي من كثر تعوده على “التحرش” الإيراني أدمن عليه ويشتهيه، وأحياناً يترك جنوده حتى يتم أسرهم، ويعيشوا أجواء البيئة الإيرانية، ويأكلوا “الكباب الهمشري”!

آخر مرة استمعت فيها لمتحدث أميركي يعلن عن تحرش إيراني بالبحرية الأميركية أحسست في صوته بحالة شجن، تخيلت بعدها أنه سيبث أغنية كوكوش العظيمة “أوي أوي ما دائم”، أو يردد “كوبليه” أم كلثوم “أنا فاض بيه ومليت”، حتى يرق قلب الإيراني و”يبطل تحرش”، ويدخل في الموضوع، ويجتمع شمل الأحباب وتكتمل الأفراح!

العم سام من كثر ما هو راغب ومشتاق، أرسل منذ فترة مئات ملايين الدولارات في صناديق إلى إيران، وينسق مع قاسم سليماني في العراق وسورية، حتى لا يجرح إيراني أو أحد ميليشياته هناك، نتيجة قصف أميركي، وسعيد بما يفعله بالعرب، الذي قرر الأميركي بعد 11 سبتمبر أن يدمر شملهم ويشردهم ويفتت دولهم، وخاصة “السُنة” منهم، متناسياً كل ما قدمه العرب لأميركا على مدى نصف قرن من دعم ومساعدة خلال الحرب الباردة، والتي أدت إلى سقوط الاتحاد السوفياتي، وتسيد واشنطن لحكم العالم دون منازع، لذا فإن “أفلام” أميركا مع إيران مكشوفة و”بايخة”، ولم تعد تنطلي على أحد.

***

معتوه دمشق أو رئيس النظام هناك بشار الأسد أصبح يتحرك كالسفاح أو العميل فيشي في فرنسا أو انطوان لحد في جنوب لبنان، أو حتى المهرج كالممثل بدرجة شبيح دريد لحام الذي تديره استخباراته، فهو في مشهد هزلي ومريع في الوقت نفسه، يذهب ليصلي العيد في بلدة داريا، بعد أن أسقط عليها آلاف البراميل المتفجرة، وهجَّر جميع أهلها وسكانها.

إنه مشهد لم يتجرأ أيٌ من سفاحي وطغاة العالم على فعله، والأمرُّ من ذلك، أن زوجته وشريكته كانت تحتفل بتخرج ابنهما “حافظ الثاني” في الثانوية العامة، وتستعد لإرساله إلى موسكو، ليكمل دراسته ويعود ليرث سورية، من بعد أبيه، ليكمل مسيرة براميل الدم.

***

أخطر ما يحدث للقضية السورية، هو العمل الدؤوب والسريع دولياً لتوطين اللاجئين السوريين في المنافي، وإبعادهم قدر المستطاع عن وطنهم، بالولايات المتحدة وكندا وأميركا الجنوبية وأوروبا وحتى تركيا، ومنحهم الجناسي والهويات، لتتم عملية الإحلال والتغيير الديموغرافي المطلوب في سورية، وتظل باصات الأمم المتحدة في نقل أصحاب الأرض إلى خارجها… وللأسف، فإن الشعب السوري مستجيب ومتعاون في هذا الشأن إلى أبعد الحدود.