أقلامهم

نبيل النبلاء

أثناء الحرب الأهلية خلال الستينيات في شمال اليمن تدخّل أحد النبلاء ومد يده لمصافحة السلام بين الفرقاء, وكانت تلك اليد الممدودة المباركة بداية النهاية لحرب أخوية طاحنة التهمت الأخضر واليابس. بعدها بسنوات في السبعينيات لعب شيطان البنادق بعقول جنوب اليمن وشماله وأسكرتهم نشوة البارود، فامتدت ذات اليد وبكل نبل بغصن الزيتون لتصلح ذات البين، ليطير غراب البين بعدها بعيداً ينعق في بقاع أخرى. هذا الأمر حصل مع سلطنة عمان وجمهورية اليمن الجنوبي وقتئذ، ثم مع اتحاد الإمارات الوليد ثم تكرر مع حرب الأشقاء في لبنان، حيث قاد “النبيل” اللجنة السداسية ليبذل الجهد الجهيد وينثر جواهر الدبلوماسية الحكيمة ويجمع المتصارعين تحت خيمة “السلام عليكم”، ليردد السلام اللبناني بعد اللقاء بسنوات في الطائف: وعليكم السلام يا نبيل النبلاء.

ولن أتحدث عن مَدة يمين النبيل تجاه الشعب الفلسطيني والشعب السوري، فهذا الأمر تاريخياً من الحقائق “المحكمات” ولا ينكره إلا من كان في قلبه مرض، ولن أحدثكم عن إعصار “سيدر” بالبنغال وإعصار كاترينا في بلاد اليانكيز وإعصار “هايان” في بلاد الفلبين، وكيف صارت هذه الأعاصير مجرد زوبعة في “فنجال” فزعة “العود” وإنسانيته، لكن فقط انظروا حولكم لتعرفوا من يقف اليوم كالسد المنيع أمام سيول الخلافات الخليجية، تابعوا الجانب المشرق الذي يمثله نبيل النبلاء في عيون الأشقاء، وتابعوا كيف أشاد العالم بشجاعة دبلوماسيته على جبهات الخلاف المستعر، انظروا لتعرفوا كيف كانت، وما زالت، يد نبيل النبلاء منذ الستينيات إلى اليوم ترفع لواء الحكمة عالياً في معارك الإنسانية، ولا تكل ولا تمل ولا تتراجع حتى تغرز لواءها عميقاً فوق تلة السلام الإقليمي والعالمي.

هو سمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، وحقه علينا أن نطالب بحصوله على جائزة نوبل للسلام، نعم الحملة الشعبية جزى الله داعميها خيراً، ولكنها غير كافية، ولابد لمجلس الأمة بجناحيه الحكومي والنيابي من التحرك والقيام بهذه المهمة، إذ إن شروط الترشيح للجائزة تستوجب قيام الأطراف الحكومية والنيابية بالإضافة إلى عمداء الجامعات والأكاديميين بتقديم ملف الترشيح للبرلمان النرويجي واللجان المشكلة لدراسة ملفات المرشحين لجائزة نوبل للسلام، كلنا أمل، كشعب يعترف ويفتخر بنبل أميره، أن يقدم المجلس وأكاديميونا سريعاً على هذه الخطوة المستحقة قبل إغلاق باب الترشيح في الأول من نوفمبر.

الخلاصة:

مجلسنا ما بعد إنسانية “العود” وتاريخه قعود… فهلموا إلى النرويج، يرحمني ويرحمكم الله.