كتاب سبر

ليه يا حكومة تضحكين ..وإنت زهر حزين

فجأة ..وجدت حكومتنا الرشيدة نفسها في ليلة إختبار آخر السنة ..وأنها لم تستعد له ..فما العمل ..وتفيد بإيه  ياندم ؟؟
مع بداية كل عام دراسي يسمع الطالب في المدرسة وفي البيت نصائح بأن عليه العمل وبجد منذ اليوم الأول..وأن من أراد النجاح والتفوق يبدأ المشوار من أوله ..ينتبه في الفصل بتركيز وعناية لشرح المعلم وإذا إستشكل عليه فهم الدرس يسأل ويعيد السؤال حتى يفهمه ويذاكر في البيت ويعمل الواجبات ..  
صح ..وإلا آنا غلطان ؟
اما من هو ” مثلي ” يلعب ويلهو ويأتي إلى المدرسة ” يتأبط كرة ” وينظر إلى المدرسة وكأنها ناد رياضي أو ” براحة في المطبة ” ثم في حصة الفيزياء و الرياضيات يسرح عبر النافذة إلى حيث الملعب وينتظر ” الفرصة ” لينطلق كالسهم إلى الملعب …حتى إذا أزفت الآزفة..وجاءت ليلة إختبار آخر السنة ..لايفيد فتح الكتاب والمذاكرة ..فالمخ فارغ ولايتسع الوقت لملؤه بالمفيد ..والفشل يكون في إنتظاره خارج المنزل ليصطحبه معه باقي مشوار عمره .
منذ عقود ..والكل يحذر الحكومة من الإعتماد الكامل على النفط والكل طالبها بتنويع مصادره ..والحكومة ” عمك أصمخ ” ..ندوات عقدت ومؤتمرات في كل مكان ..لم تترك جمعية نفع عام ولا ديوانية ولا جريدة إلا ونظمت ندوة ومؤتمر حول ذلك ..دراسات أعدتها جهات محلية ودولية ..ووصلت إلى يد الحكومة ..تسلمتها وفتحتها ولكن مخها يسرح عبر النافذة إلى حيث الملعب.
وهاهي الحكومة أمام إختبار آخر السنة ولم تستعد له.
المصيبة أن الشعب هو الذي كان يحذر وينصح الحكومة ..
يعني ” العيال ” كانوا ينصحون أباهم 
إعمل معروفا ..إدرس 
تكفا ذاكر ..علشانا .. لا تضيعنا.
بقلم/ سعيد توفيقي