كتاب سبر

الانتخابات القادمة أين تسير؟

كلما اقترب وقت الانتخابات تزداد السخونة قليلا حتي تسخن الحديده بالشهرين الأخيرين ويصل الصراع الشرعي وغير الشرعي في أحيان كثيره إلي مستويات لا نعلم مداها واتهامات من هنا وهناك تصل إلي حد الفجور في أغلب الأحيان.
ونحن كمواطنين معتدلين ضعنا بين حانا ومانا حتي تاهت افكارنا بصراعات لها أهداف ومصالح خاصه جدا مع الأسف.
 
سألني الكثير من البسطاء والحاذقين أيضا برأيي الشخصي في موضوع الانتخابات وموقفي منها؟. وكنت شفافا بردودي التي قد تكون متوافقة مع جميع الأطراف ولم تستقر علي موقف واضح إلي الآن لضبابية الموقف الحالي وعدم وضوح الرؤيه.
 
المجتمع منقسم إلي أربع مجاميع متفاوتة. هناك فرد حمزه المصوت مصوت كما يقال، وأيضاً هناك المقاطع، وغير المهتم بالعملية الانتخابيه من الأساس.
 
وهناك الفئتين التي سيدور عنها الحديث. وهم الفاعلتين في العمليه الانتخابيه والتي لها تأثير علي أرض الواقع، 
ونحن في الحقيقة أمام مدرستين مختلفتين بوجهات النظر والهدف واحد وهو الوصول لنتيجه تنقذ البلاد والعباد من حالة التردي الذي نمر به في ظل سياسة لا نعرف ماذا تريد ولا أين تقودنا ولا هي تعرف الفرق بين الأهداف قصيرة المدي أو حتي بعيدة المدي. مجرد سياسة ردود افعال مرتبكة لأسباب عديدة تطرقنا لها سابقا وتطرق لها الكثير من أهل الرأي.
المدرسة الأولي تشجع علي خوض غمار الانتخابات مهما كانت النتائج، وتحبذ الدخول في الصراع من أجل خطف بعض النجاحات من هنا وهناك لأجل عدم ترك المجلس لمحدودي القدرات والمسيرين المسيطر عليهم بالجاويه أو باللاويه. وهذا ما شاهدناه وما تحقق من نتائج في اداء المجلس الحالي مما انعكس علي اداء حكومي لا يهش ولا ينش وكأن المركب سماري.
 
استفحل خلاله الفساد الإداري والمالي حتي وصل الي العظم وحتى اصبح يشاهد بالعين المجردة وضررة وصل المواطن مباشرة كمشاريع الأشغال والكهرباء والفوضي المرورية وانتشار المخدرات وما يعجز القلم عن تتبعه وذكره.
وهنا أصبحت وجهة نظر الطرف المشجع علي المشاركة مبررة عند الكثيرين. مما أربك الساحه المستفيد منها أصلا من يريد استمرار الأوضاع علي طمام المرحوم. 
وهذا مما حدا برجل بقامة الدكتور احمد الخطيب ان يشجع علي النزول للمعترك مرة اخري وعدم ترك المجال لمن لا يستحق. حتي لو أدي ذلك للحل الدستوري مرة اخري.
 
اما وجهة النظر الآخري المصرة علي المقاطعة فهي ايضا لها مبرراتها وبأن السبب الرئيسي الذي أدي للمقاطعه لا يزال موجودا وأنها مازالت مصرة علي موقفها الذي قد يحرجها امام جماهيرها وهنا ستفقد ما تبقي من مصداقيتها المهتزه بالأساس وهي التي فقدت بوصلتها بفقدان قائدها وملهمها مسلم البراك.
 
وتشتت الاّراء بين الفئات المختلفه التي تكون منها الحشد المعارض سابقا. والتي بالأساس لم يجمعها سوي المصالح المشتركه وليس الإيمان بالهدف.
 
يتبقي الآن رأي الجماهير ومدي إقناع أطراف معينه لها التأثير علي كسر عقدة المشاركه من عدمها. وهذا نراه يوميا من خلال تحرك الأطراف المتنافسة لجذب اتجاه البوصلة للمسار الذي يهدف اليه. 
لا اريد ان المح كثيرا. فبمجرد متابعة الصحف والكتاب وبعض مواقع التواصل الاجتماعي ستجد بأن الماكينة بدأت بالدوران.
 
كما ذكرنا بمقالة سابقه والصراع علي كرسي الرئاسه فأن دور هذين القطبين هو الأكثر وضوحا. فشخصيا اري الميزان يتأرجح بين الاثنين ولن يستمر طويلا. حسب قدرة كل طرف في المناورة والتربيطات والضرب الخفي الغير رياضي الذي بتنا نراه واضحا للعيان.
 
هل تشارك الناس أم تقاطع؟. 
أعتقد اننا في انتظار ما سيتمخض عنه الصراع الخفي بين قطبي الرئاسه في شكل التصويت في المرحلة القادمة ووضع الدوائر الانتخابيه وزمن الانتخاب. 
وعليه سيكون لنا حديث اخر قريبا. ودمتم