عربي وعالمي

أسرى 48.. ملف يهدد حكومة نتنياهو

تترقب الأوساط السياسية بإسرائيل التطورات التي قد تحملها الأيام القادمة في حال طرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الحكومة ملف الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التي تضم 14 أسيرا من فلسطينيي 48. 
وقد هدد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت الذي يترأس حزب “البيت اليهودي” بالانسحاب من الائتلاف الحكومي بحال الإفراج عن الأسرى. 
ويرى محللون أن نتنياهو قد يجد نفسه أمام إجراء انتخابات مبكرة في حال انسحب البيت اليهودي من الحكومة بسبب الإفراج عن الأسرى، وصفقة التسوية التي تتم بلورتها مع الفلسطينيين. 
ورجحوا أن نتنياهو -ومن أجل تفادي الانتخابات المبكرة- سيجد نفسه ملزما بالعودة للتحالف مع الشركاء التقليديين من الأحزاب الدينية “حريديم” ومحاولة إقناع حزب العمل بالشراكة في الحكومة، وهو من الممكن أن يوافق في حال تيقن من وجود نوايا حقيقية للتوصل لاتفاق ينهي الصراع مع الفلسطينيين.
ويعتقد مراسل الشؤون الحزبية والسياسية لصحيفة “هآرتس” يهونتان أن تهديدات حزب البيت اليهودي جدية، وتتناغم مع المعارضة المتصاعدة داخل حزب ليكود لأي تسوية سياسية مع الفلسطينيين.
ويرى المراسل أن مواقف الوزير بينيت وأصوات التمرد داخل حزب ليكود تأتي في سياق تدعيم مكانة الخطاب الذي يمثله البيت اليهودي، وفي إطار بوادر الاصطفاف بالمشهد السياسي الحزبي لمعسكري المركز واليمين.
وتتزامن هذه المواقف مع توارد معلومات بشأن دخول شخصيات المعترك السياسي، أبرزها الوزير السابق موشي كحلون.
بدوره، يرى الإعلامي الإسرائيلي “يواف شطيرن” المتخصص بالشؤون العربية والفلسطينية أن المفاوض الفلسطيني قدم الكثير من التنازلات، وعانى من مراوغة وابتزاز حكومة نتنياهو.
ويشير إلى أن الفلسطينيين اختاروا وضع قضية الأسرى على الأجندة والثوابت الأساسية، وأصروا على إتمام الدفعة الرابعة وإطلاق جميع الأسرى القدامى قبل الخوض بتفاصيل تمديد المفاوضات.
ويرى شطيرن أن هذا الإصرار من أجل تدعيم مكانة وشعبية السلطة الفلسطينية بالشارع الذي ضاق ذرعا بالحديث عن السلام.
ويقول أيضا إن بينيت بات مقتنعا بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيقدم مسودة مبادئ وتصورا لاتفاق إطار مستقبلي لإنهاء الصراع يتضمن تنازلات مؤلمة، وقد تفرضه واشنطن بدعم من المجتمع الدولي وأوروبا على الطرفين.
ولأن بينيت يعارض حل الصراع بات يتستر وراء رفض إطلاق أسرى 48 ويهدد بالانسحاب من الحكومة، وفق تقديره.
ولا يستبعد شطيرن إمكانية أن يقوم نتنياهو بإعادة بناء الائتلاف الحكومي لمواصلة المراوغة الدبلوماسية وتدعيم مكانته بالمجتمع الإسرائيلي، وتسجيل مكسب سياسي من خلال إطلاق الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد المسجون بأميركا مقابل تنفيذ صفقة الأسرى.
ويتوقع أن يشترط نتنياهو إبعاد أسرى 48 وسحب الجنسية الإسرائيلية منهم، والعودة لطاولة المفاوضات بشروط جديدة قد تفرض على الجانب الفلسطيني.
وفي الجانب الآخر، حمل النائب العربي بالكنيست عن حزب التجمع الوطني باسل غطاس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن عدم إطلاق الأسرى. وأكد رفض الشعب الفلسطيني بمختلف أحزابه وحركاته محاولات تل أبيب ابتزاز المفاوض الفلسطيني بملف الأسرى.
وأشار إلى أن إطلاق أسرى 48 جرى عليه التفاهم مع الإدارة الأميركية، مضيفا أن تل أبيب تواصل نهج المراوغة ونكث الاتفاقيات الدولية.
ويستبعد غطاس -في حديث للجزيرة نت- إمكانية حصول انفراج في ملف الأسرى في غضون الأيام القادمة، بسبب المأزق السياسي والضبابية التي ترافق مركبات الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.
ويتجلى هذا المأزق في صراعات قوى حزبية داخلية يصعب تفكيكها وتهديدات بينيت بالانسحاب من الائتلاف، ومحاولات نتنياهو احتواء المعارضة الداخلية في حال تم الإفراج عن الأسرى.