أقلامهم

عمر الطبطبائي: طامة كبرى عندما لا تجد لنفسك السعادة الا في ذكريات الماضي.

إلى أسرى ماضيهم ! 
عمر الطبطبائي / من بين الآراء 
الماضي لا ينتهي بل تستمر تفاصيله داخل قلوبنا على شكل ذكريات… وما الذكرى الا سفينة من حنين تبحر بك من حاضرك الى لحظة توقفت بها عقارب الساعة ونحتت بقلبك تفاصيل تلك اللحظة.
قد تكون تلك التفاصيل جميلة … او أخرى قبيحة … ومهما كانت التفاصيل … فمصيرها تتلاقى في النهايات … على شكل دروس مجانية تساعدنا على ممارسة لعبة الحياة …
وحدهم المميزون من يستطيعوا الرجوع بسفينة الحنين الى حاضرنا … ليرسموا بريشة من أمل مستقبلهم، اما الخائبون فهم من ترجع سفينة حنينهم دونهم … فتجدهم نسوا حاضرهم ودمروا مستقبلهم ووجدوا لأنفسهم من حضن الماضي وطن! … وفي حقيقتهم ما هم الا أسرى ماضيهم … مقيدون بقيود اليأس بأعمدة من وهم.
طامة كبرى عندما لا تجد لنفسك السعادة الا في ذكريات الماضي … فتفقد حلاوة الحاضر … وطعم الحياة … وتظلم معك كل من هم حولك … فهناك من مصير مستقبله متعلق بك … بيدك انت… فلا تكون أنانياً بالهروب من واقعك مهما كانت شراسة الظروف …ولا تدع ريشة الماضي تكتبك … بل انت اكتب مستقبلك بل لونه بألوان الحياة … واستمد من دروس الذكريات القوة … ودروس الماضي الحكمة … ولا تستسلم لأمواج الحنين التي ترغم قلوبنا بالارتطام بصخور الذكريات من دون رحمة … فالحنين ما هو الا ضربة وسط القلب بفأس الشوق! … ووحدهم الاقوياء من يتعافوا من هذه الضربات لتكملة مسيرة الحياة.
يوما ما ستدرك بان الحياة برمتها أقصر بكثير من كل لحظة استسلمت بها للماضي … لذلك واجه الحياة وذراعيك مفتوحة لها … فإن اصطدمت بك المشاكل … اعتبر منها … وان اصطدم بك كل ما هو جميل فاحضنه … لأن حينها ستتوقف عقارب ساعتك لتنحت بجدران قلبك كل هذه التفاصيل بحروف الجمال!
ان العطور لا تستطيع الرجوع لأزهارها … ماضيها … لتمارس الحياة معها انما تكيفت مع واقعها الجديد بل ومنحت الحياة طعم أجمل بدموعها التي نسكبها على ملابسنا … كذلك انت أيها الأسير … لا تستطيع العيش بماضيك ولكنك حتما قادر على التعلم من دروس ذكرياتك لتبني بها مستقبلك.
د ا ئ ر ة م ر ب ع ة :
للنسيان عدو قوي جدا يدعى «ا ل ح ن ي ن» !!..