عربي وعالمي

الحوثيون ينفون الاستعانة بحزب الله وإيران

نفى قيادي بجماعة “أنصار الله” (الحوثيون) في حديث للجزيرة نت وجود أي خبراء عسكريين من حزب الله اللبناني أو إيران لإدارة معارك مسلحي الجماعة في محافظتي البيضاء ومأرب باليمن. 
وكانت مصادر صحفية تحدثت الخميس عن وصول خبراء عسكريين مؤخرا إلى محافظة صعدة عبر العاصمة صنعاء، في حين اتهمت مصادر قبلية الحوثيين باستقدام خبراء أجانب لإدارة معاركهم ضد القبائل الرافضة لدخولهم وسيطرتهم على محافظة مأرب الغنية بالنفط شرقي البلاد. 
وكانت قبائل مأرب طالبت الرئيس عبد ربه منصور هادي بتجنيد 85 ألفا من أبناء المحافظة في قوات الجيش والأمن لحماية مناطقهم مما أسموه “غزو الحوثيين”.
وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين علي القحوم في اتصال مع الجزيرة نت من صعدة، إن الحديث عن استنجاد الحوثيين بخبراء عسكريين من حزب الله “هدفه الابتزاز والمكايدة السياسية، وهو كلام غير صحيح وتضليل واضح لطبيعة الصراع في اليمن”.
واعتبر القحوم أن “الاتهامات بالعلاقة مع إيران وحزب الله تتكرر منذ عام 2004، وتندرج في إطار التشويه الإعلامي لأنصار الله”.
وأكد وجود “مؤامرة على محافظة مأرب التي ينشط بها عناصر تنظيم القاعدة ممن فروا من محافظتي إب والبيضاء، بعد أن رفضت قبائل مأرب وجود التكفيريين”.
واعتبر القحوم أن “الحديث الإعلامي عن نية الحوثيين السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط، هدفه بث المخاوف لدى دول الجوار ولدى القيادة السياسية في اليمن”، مؤكدا أن الحوثيين موجودون في محافظة مأرب، وسيساندون قوات الجيش والأمن في مواجهة القاعدة.
في المقابل لم يستبعد محللون يمنيون استعانة الحوثيين بأجانب للتدريب والتخطيط، نظرا للعلاقة التي تربط الحوثيين بحزب الله وإيران.
ورأى الخبير بالنزاعات المسلحة علي الذهب أن استقدام الحوثيين لخبراء عسكريين من إيران أو حزب الله عبر المنافد البرية أو البحرية أو الجوية مسألة ممكنة، خاصة أن الحوثيين باتوا يسيطرون على مطار صنعاء وموانئ بحرية في الحديدة على البحر الأحمر.
واعتبر أن وجود خبراء أجانب مع الحوثيين تبقى في دائرة الشائعة غير المؤكدة بالوقائع والدلائل، وإن كان يمكن للحوثيين الاستعانة برأي خبراء إيرانيين وغيرهم عبر وسائل الاتصالات والتقنيات الحديثة بالصوت والصورة.
لكن الذهب أكد في حديثه للجزيرة نت أن الذين خاضوا المعارك باسم مسلحي الحوثيين في عمران وصنعاء كان أغلبهم من ضباط وأفراد الحرس الجمهوري السابق الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقال إن الدبابات الحديثة والعربات القتالية كان يقودها عسكريون يمنيون، ولذلك جاء في “اتفاق السلم والشراكة” نص يطالب بعدم المساس أو ملاحقة العسكريين الذين شاركوا في معارك الحوثيين بعمران وصنعاء.
وكانت مصادر يمنية أفادت بأن الحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة في المعدات والأرواح خلال معارك رداع وقيفة بمحافظة البيضاء وسط البلاد، مشيرة إلى سقوط أكثر من 500 قتيل حوثي خلال شهر من المواجهات بين مسلحي الحوثي ومقاتلي القبائل وعناصر القاعدة بالمنطقة.
من جانبه قال مدير مركز “أبعاد” للدراسات عبد السلام محمد إن الحركة الحوثية أصبحت جزءا من العملية السياسية، خاصة بعد فرضها واقعا جديدا في المشهد اليمني، وسيطرتها العسكرية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية.
لكنه اعتبر في حديث للجزيرة نت وجود طرف خارجي في العملية العسكرية بجانب الحوثيين -سواء من حزب الله اللبناني أو الحرس الثوري الإيراني- يهدد سيادة الدولة وكيانها، ويدفع باتجاه الحرب الأهلية وجعل اليمن ساحة للصراع الإقليمي والدولي.
وأشار محمد إلى أن المعلومات الأمنية التي تسربت في الأشهر الماضية أكدت وجود خبراء عسكريين من حزب الله وإيران بجانب مليشيات الحوثي التي خاضت معارك السيطرة على محافظة عمران والعاصمة صنعاء.
وطالب الحوثيين بحل مليشياتهم المسلحة وإنشاء حزب سياسي ليتسنى لهم الاندماج في المنظومة السياسية، وأن يتوقفوا عن القيام بمهام الدولة في مكافحة ما يسمى الإرهاب، والالتزام باتفاق “السلم والشراكة” الذي وقعوه عشية سيطرتهم على صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي.