عربي وعالمي

وزراء داخلية “التعاون”: دول الخليج عصية على الإرهابيين وأمنها لا يتجزأ

أكد وزراء الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي أن أمن دول الخليج كل لا يتجزأ مشددين على أهمية التنسيق والتعاون في كافة الإخزاءات والخطوات الرامية للتصدي لآفة الإرهاب الخطيرة والتي تستهدف قيم الدين الإسلامي وأمن واستقرار دول المجلس عبر إشاعة ثقافة الكراهية والتشويه المتعمد للعقيدة.
وعبر وزراء داخلية دول المجلس في بيانهم الختامي الذي صدر عقب انتهاء اجتماعهم الاستثنائي في الكويت الليلة الماضية عن صادق تعازيهم ومواساتهم إلى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والى ذوي الشهداء وحكومة وشعب الكويت إثر حادث التفجير الإرهابي الذي وقع في مسجد الإمام الصادق.
وترأس الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وفد الدولة المشارك في أعمال الاجتماع.
ورافق الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وفد ضم كلاً من اللواء الركن خليفة حارب الخييلي وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والإقامة والمنافذ بالإنابة واللواء مطر سيف الشامسي والعميد علي خلفان الظاهري مدير عام شؤون القيادة لشرطة أبوظبي والعميد حمد عجلان العميمي مدير عام الشرطة الجنائية الاتحادية بالوزارة وعدد من كبار الضباط بوزارة الداخلية.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله العاصمة الكويتية الشيخ محمد الخالد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية بالكويت وعبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون ورحمة حسين الزعابي سفير الدولة لدى الكويت وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية الكويتية.
واكد الوزراء أن الانفجار الإرهابي الذي استهدف مسجد الصوابر هز مشاعر مواطني دول مجلس التعاون والشعوب العربية والإسلامية داعين المولى عزل وجل أن ينعم على المصابين بالشفاء العاجل وان يحفظ الكويت وشعبها العزيز من كل مكروه.
وقال البيان الختامي إن الوزراء اعربوا عن تقديرهم واعتزازهم بالروح الوطنية العالية التي اظهرها شعب الكويت بتكاتفه وتضامنه وتمسكه بوحدته الوطنية مما وجه رسالة بالغة الدلالة إلى الجهات التي تسعى إلى إشعال نار الفتنة الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي وان نواياهم الشريرة وخططهم الاجرامية لم تلق إلا الفشل الذريع.
وذكر البيان أن الشيخ محمد الخالد أطلع وزراء دول المجلس على الجهود الكبيرة التي قامت بها الأجهزة الأمنية المختصة بالكويت لكشف ملابسات هذه الجريمة البشعة والقبض على الضالعين فيها في وقت قياسي، مضيفاً أن الوزراء أكدوا ان الأجهزة الأمنية الكويتية كانت عند مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها لحماية أمن الكويت واستقرارها.
وأعربوا عن ادانتهم الشديدة للاعمال الإرهابية التي تستهدف شعوب دول المجلس واستقرارها، مؤكدين أن هذه الأعمال الإرهابية لا علاقة لها بالدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحاء التي تنبذ العنف وقتل الأنفس البريئة والتسبب بالدمار والخراب.
وذكر البيان الختامي أن الوزراء جددوا الدعوة إلى الشباب المسلم لتغليب المصلحة الوطنية باليقظة وعدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة ومن يروج لها والتي هي بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي.
وأكد البيان دور علماء الدين ووسائل الإعلام في إيضاح الصورة الحقيقية للإسلام «الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف والعنف»، مشددين على ضرورة مضاعفة الجهود الدولية لمواجهة هذه الآفة والعمل على استئصالها والتنسيق والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله عبر تكثيف التعاون بين الأجهزة المعنية في دول المجلس ونظيرتها في دول العالم بهدف القضاء على ظاهرة الإرهاب.
وذكر البيان الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها أيادي الإرهابيين في الآونة الأخيرة في كل من السعودية والبحرين واعتداءاتهم المستنكرة ضد دور العبادة في كل من مدينتي الدمام والقديح بالسعودية واستهداف موكب إغاثي من دولة الإمارات العربية المتحدة بالصومال.
واكد أن هذا المخطط الإجرامي الذي يتبناه الإرهابيون استهدف المدنيين الأبرياء في دور العبادة وزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، معتبراً هذا المخطط الإحرامي خروجاً على مبادىء الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الوسطية والتسامح والاعتدال.
كما أشاد بالعمل الأمني الجماعي في دول المجلس، مؤكدين أن أمن وسلامة المجتمعات الخليجية كل لا يتجزأ «وان دول المجلس ستبقى بإذن الله عصية على الإرهابيين المجرمين الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ الاسلامية واتخذو العنف والقتل وسفك الدماء سبيلاً لتحقيق أهدافهم الدنيئة».أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية محمد الخالد أن الاجتماع «جسد دقة وخطورة المرحلة، وأن الجميع على قدر الأحداث لما يحاك ضد دول المجلس من مؤامرات وفتن وأعمال إرهابية تستوجب التصدي لها بالحزم والقوة واليقظة والاستعداد والتنسيق المشترك وتبادل المعلومات ذات الأهمية القصوى لمجابهة هذا الإرهاب، وشدد على ضرورة الحذر واليقظة لأي مخططات تستهدف أمن أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي وسلامة مواطنيها، وأكد أهمية العمل على تدعيم وتحصين«مجتمعاتنا من الفكر الضال والمتطرف والذي يستهدف شبابنا المغرر بهم»، مشيداً بأجواء التفاهم والتعاون والمساندة التي سادت الاجتماع الاستثنائي لوزراء داخلية دول المجلس ووقوفهم مجتمعين ضد كل ما يهدد أمن دول المجلس. وقال: إن الوزراء أعربوا عن استنكارهم وشجبهم للعمل الإجرامي والإرهابي البغيض الذي تعرضت له الكويت، مضيفا: «أن المواطنين جميعا أعربوا عن تقديرهم البالغ لرجال وأجهزة الأمن في سرعة ضبط أفراد الخلية الإرهابية»، وأوضح أن الاجتماع استعرض آخر التطورات والمستجدات على الساحتين المحلية والاقليمية بشأن ما تعرضت له دول المجلس من أعمال إرهابية دنيئة طالت السعودية والكويت وأسفرت عن وقوع ضحايا ومصابين أبرياء في اعتداءات آثمة على دور العبادة والمصلين الآمنين بهدف اثارة النزعات الطائفية واحداث شرخ في الوحدة الوطنية وتمزيق الجسد الواحد وإشاعة الفرقة وشق الصف وزعزعة الأمن والاستقرار وترويع المواطنين، وذكر أن الموضوع الرئيسي للاجتماع جسد معنى التلاحم والتكامل الأخوي والخليجي المشترك والتضامن معا في مواجهة الإرهاب والفكر الضال والمنحرف وغيره من المحن والشدائد والأزمات، وأكد أن الاجتماع يحمل أكثر من معنى ومدلول خاصة في أعقاب العمل الإرهابي الذي تعرضت له الكويت ويجسد معنى التلاحم الخليجي والوقوف صفاً واحداً في مواجهة التحديات لاسيما الأمنية.