أقلامهم

حمد العنزي يصور يكتب عن اخطبوط الفساد

الكاتب حمد نايف العنزي يكتب عن اخطبوط فساد يسيطر على الحكومة سواء عاد الشيخ ناصر المحمد أم لم يعد، ويقول أن له عدة اذرع منها السياسيين من رجال الدين وبعض أبناء الأسرة والنواب الذين يخرقون القانون من أجل منفعة انتخابية وبعض التجار

آيها الأخطبوط … ارحل
توقيع عرائض التأييد أو الرفض لعودة الشيخ ناصر المحمد ما هو إلا نفخٌ في قربة مقطوعة، فرحيل شخص لن يُغيّر كثيراً من النهج أو العقلية السائدة، ولن يجعل الحياة وردية، لأن من يجب أن يرحل هو مؤسسة الفساد بأشكالها وأطرافها وأفرادها كافة، ومن يظن أن أساس المشاكل هو وجود الشيخ ناصر المحمد وأنها ستنتهي برحيله هو- مع احترامي- لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، فمؤسسة الفساد في الكويت أشبه بالأخطبوط من كثرة أذرعه، وقد تتشابك هذه الأذرع لتعطيك انطباعاً عن التناحر، لكنها في الآخر تظل لنفس الأخطبوط الفاسد. سأتكلم بشيء من التفصيل:
الذراع الأولى: بعض أطراف الأسرة التي تتصارع في ما بينها لتحقيق مصالحها الشخصية وتقوية نفوذها بطرق وأساليب مشروعة وغير مشروعة.
الذراع الثانية: بعض التجار والمتنفذين الذين لا يعرفون سوى المال كمبدأ ومنطلق لتحركاتهم ودعمهم لبعض شخصيات من الأسرة ضد أخرى.
الذراع الثالثة: بعض أشباه السياسيين من أعضاء مجلس الأمة الذين على استعداد لوضع القانون خلف ظهورهم من أجل الحفاظ على كراسيهم وتقوية نفوذهم. الذراع الرابعة: التجمعات الدينية السياسية التي ركب كثير من ممثليها في مجلس الأمة رقاب البشر لهدف مادي بحت.
من يُرد أن يحارب هذا الأخطبوط الفاسد فعليه توجيه ضرباته لكل أذرعه، وألا يكتفي بضرب ذراع واحدة، لأن بقية الأذرع ستلتف حول رقبته وتخنقها، وبالنسبة لي فإن بعض رموز الفساد في السلطة وبعض الأعضاء المعارضين لهم ممن امتهنوا اختراق القوانين، والمتنفذين الذين يرتدون ثوب المعارضة كلهم في نفس الخانة، ويستحقون أن يرحلوا جميعا!
ما سبق هو جزء من كلام صديقنا الدكتور فواز فرحان في نقاش دار بينه وبين بعض المطالبين برحيل الشيخ ناصر المحمد، وخلاصة فكرته أنه ليس ضد رحيل الشيخ ناصر، لكنه ضد تصويره بأنه سبب كل المشاكل والإخفاقات، فهناك أطراف أخرى شاركت في عهده وستشارك في المستقبل في عهد أي رئيس قادم، والنتيجة ستكون واحدة، وهي الأولى بالرحيل قبل أي أحد!  
كلام متزن وواقعي وعاقل يا دكتور.. كصاحبه تماماً! 
كلما تظاهرت الشعوب العربية مطالبة بأبسط حقوقها في الحرية والعدالة وإيجاد فرص العمل والتوزيع العادل للثروة، رد عليهم الحكام بنفس رد الفعل القاسي وبنفس التصريح المعتاد: هناك قلة مندسة وأطراف خارجية تقف وراء هذه التظاهرات والهدف منها زعزعة الوحدة الوطنية… ولدينا أدلة أمنية على ثبوت ذلك!  أنا حقيقة لا أدري ما حكاية هذه القلة المندسة في كل وطننا عربي، فكل الرؤساء العرب يشتكون من وجودها في بلدانهم الرائعة، هي وشقيقتها الدائمة الأطراف الخارجية لعنها الله!
للأسف… ليس هناك أي إبداع حتى في اختلاق الأعذار والمبررات، مازال الحكام يقلدون بعضهم بعضاً عبر سيرتهم القديمة، وهي تخويف الناس من العدو الخارجي المزعوم، واللجوء إلى نظرية المؤامرة التي غسلوا بها أدمغة الشعوب طوال عقود حكمهم ومازالوا يفعلون، أما القلة المندسة التي يتكلمون عنها فما هي إلا شعوبهم التي كانت تختبئ خلف جدار الخوف والرعب الذي زرعوه في قلوبها، ولم يتخيلوا يوما أن تثور وتهدم هذا الجدار، وهي تصرخ في وجوههم مطالبة بحقوقها. 
أيتها الأنظمة الديناصورية بلا قلة مندسة بلا أعذار لم يعد أحد يصدقها، أعطوا الناس حقوقهم وإلا… أعطوكم ما تستحقون!
تغريدة: أنت تخالفني الرأي… إذن أنت حكومي انبطاحي! 
أنت تخالفني المذهب… إذن أنت عميل طائفي! 
للأسف… هكذا يفكر معظم الناس في وطني!