أقلامهم

صباح المحمد يشن هجوما على السعدون ويدعوه للاستقالة

بعيدا عن تقييم أدائه وبسبب تاريخه السياسي يوجه رئيس تحرير جريدة الشاهد الشيخ صباح المحمد نقدا واسعا للنائب أحمد السعدون ويدعوه للاستقالة . 

السعدون لن يرعبنا ولن نعيش تحت بشته
بقلم: صباح المحمد 
ما زال النائب أحمد السعدون مصرا على ان يحتوي الكويت بجميع أقطابها ومشاربها داخل بشته السابق، وهو بشت رئيس مجلس الأمة. 
ما زال السعدون مصرا، يا إما أنا رئيس مجلس الأمة يا ما في كويت، ولا في ديمقراطية، ولا في دستور، وسأتحزم لكم حسب تصريحه الشهير. فهو زعيم الشعب، من خلال مسماه رئيس كتلة العمل الشعبي، وهو رئيس »إلا الدستور« بصفته حامي حمى الدستور والقائد الأعلى للقوات العظمى المدافعة عن الدستور حسب ما يرى هو. 
وهو رئيس كتلة »حشد« الحركة الشعبية الديمقراطية. 
وهو رئيس جميع الاستجوابات التي مرت على تاريخ الكويت منذ العام 75 حتى يومنا هذا، من دون ان يوقع على استجواب واحد، كله تحت الطاولة وهو عراب كتلة العمل الوطني، وهو مستشار أي معارض للحكومة. 
وهو رئيس تجمع دواوين الاثنين الذي كان السبب والحجة لغزو الكويت، وهو رئيس الوفد السياسي المعارض الذي ذهب الى صدام ليشتكي ظلم وافتراء النظام الدستوري الكويتي. 
وهو رئيس »البرتقالي« وهو رئيس »نبيها خمس« التي بدأ فيها شباب بتوجيهات خالد هلال ونط عليهم السعدون وأصبح رئيسا بحكم مناصبه وكبر سنه ومقامه السياسي. 
وهو الدكتاتور الأوحد في الكويت ولسان حاله يقول: لا سياسة ولا ديمقراطية ولا معارضة ولا تحرك شبابي اذا لم أكن أنا موجودا وقائدا لهم، فأنا صمام الأمن في البلاد، وأنا موجه الشارع والعباد، لأنه لا أحد لديه ضمير بالمعارضة وتحريك الشارع وباع طويل في العمر السياسي يوازيني لأنني أقدم عضو مجلس أمة، ولأن جميع التجمعات السياسية تحتاج الى السعدون مناصرا لها لتثبت وجودها، ماركة معارضة.. قمة الدكتاتورية. 
وهو رئيس عريضة »لا لناصر المحمد« مخالفا الدستور والمادة 56 بحجة ان المادة 45 تنص على ان من حق المواطن التعبير عن رأيه مطبقا تماما للآية »ولا تقربوا الصلاة« ثم يتوقف، لأن المادة 45 تنص على انه »لكل فرد ان يخاطب السلطات العامة كتابة وبتوقيعه ولا تكون مخاطبة السلطات باسم الجماعات الا للهيئات النظامية والأشخاص المعنوية« كما صرح احمد السعدون ان من حق كل مواطن التعبير عن رأيه حول رئيس الوزراء بالتوقيع على الوثيقة. وقد تبعه المقلدون له الآملون ان يصبحوا »كوبي بيست« في المستقبل لأحمد السعدون، من دون حاجة لذكر اسمائهم فهم مساكين، مقلدون، مع الخيل يا شقرا، علي الصوت ليصبح لك جمهور وتنجح في الانتخابات. 
أنصح هؤلاء وأولهم السعدون ان هذه الفوضى قد تقلصت وسوف تتقلص أكثر فأكثر، فالشارع لم يعد جاهلا بأمور خافية عنه، هناك مواقع الكترونية واذاعات ومحطات تبث الخبر قبل حدوثه، فهم قادرون على تقييمه. 
صار لكم 5 أيام تجمعون توقيعات ولم تصلوا الى بضعة آلاف من التوقيعات لعدم قناعة الناس بتفاهات مطالباتكم، غير الدستورية، والتعدي الصارخ على الدستور ومواده وصلاحيات سمو الأمير أبو السلطات، والذي لا يحق لأحد اختيار رئيس الوزراء سواه، مغامرين بالبلاد والنظام والديمقراطية، مراهنين على حلم وتفهم واستيعاب سموه للرأي والرأي الآخر كعادة سموه. ولكن ما هي الحقيقة يا بوعبدالعزيز؟ وما هو مكمن معارضتك الدائمة؟ منذ ان كان جابر الأحمد رئيسا للوزراء، ومن ثم معارضة سعد العبدالله على مدى حكمه رئاسته للوزراء، ومن ثم أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حين كان رئيسا للوزراء، والآن ناصر المحمد، وغدا من سيأتي بعده، فأنت معارض لهم والمعارضة من دون حجة أو برهان، فمعارضتك فقط لرئيس الحكومة مع علمك ويقينك وكثرة المستندات التي تحت يدك على وزراء خالفوا الدستور وأجرموا بالقانون وسرقوا المال العام دون ان تحرك ساكنا او تخرج لايقافهم عند حدهم. هذا لو كنت فعلا حريصا على الدستور والقانون والدولة، لكن الحقيقة كاملة أنت معارض ومخالف لرئيس الوزراء وقد تلبسه تهما وتطلب منه ما ليس من صلاحياته لأن الدستور لا يسمح لك. مشكلتك كرسي رئاسة مجلس الأمة، مشكلتك جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة، اللي انت محاربه ما تكلمه، هاذي الديمقراطية، هذا تصرف إنسان حكيم سياسي واعي ديمقراطي! نعم يحق لك الاختلاف مع كثيرين دون ان تحاربهم ويجب ان تحاربهم سياسيا من دون ان تحاربهم محاربة يهال »ما أحاچيك«، لكن يا بوعبدالعزيز كأنك في روضة تحارب وما تكلم اللي تزعل منه. 
ما تحضر اجتماع يقوده الخرافي بصفته رئىس مجلس الأمة، ما تلبي دعوة بروتوكولية لضيوف الكويت اذا الخرافي عازمهم وتمنع المقربين منك من النواب أن يحضرها، هاذي ديمقراطية يا بوعزوز؟ 
لاتستطيع مواجهة الخرافي ومحاربته بالقانون والحجة والمنطق علنا، بل تحارب من يتحالف معه وتطلّع عليه كل أغلاط الدولة، مرة أحمد الفهد، والحين ناصر المحمد. 
شقاعد تعلم العالم، شقاعد تثقف السياسيين الكويتيين الشباب؟ شقاعد توصل رسايل؟ 
فاجأتنا عندما مدحت ناصر المحمد عند توليه رئاسة الوزراء، كانت مفاجأة، أول مرة تسويها، السعدون المعارض يمدح رئيس الوزراء ويصفه بالإصلاحي؟ لكن الآن فهمنا ما كان ذلك عن قناعة بناصر المحمد، بل ضربا بأحمد الفهد حليف الخرافي في ذلك الوقت. 
مدحت المحمد لتضعه في بشتك، ومع الأيام اكتشفت انه تحالف مع الخرافي وفي الآونة الأخيرة اكتشفت علنا أن تحالفهما رسمي فبدأت تضرب في ناصر المحمد وتقول عنه عكس ما كنت تمدحه به، فمن نصدق يا بوعبدالعزيز، احمد السعدون عندما يمدح، أم احمد السعدون عندما يذم؟ 
هكذا تصبح كاذبا، مرة تمدح ومرة تذم، كيف كان ناصر المحمد اصلاحيا، وكيف تطالب الآن بطرده؟ 
حدد موقفك ومطالبك، واثبت لنا مراجلك واقنعنا بحكمتك ورزانة عقلك وأنك لست حاقداً على كل من حولك. لأنك الوحيد الذي يشبه الجمل عندما يحقد لا يموت إلا وحقده في قلبه. 
تعلّم ممن حولك، تلاميذك، مسلم البراك، نختلف معه، ويختلف كثير من السياسيين معه، ويتحاربون حرب الفرسان، وعندما تنتهي الحرب يبحثون عن حرب ثانية. 
وليد الجري، والمرحوم أحمد الربعي، مبارك الدويلة، حسن جوهر، عبدالله الرومي، جمعان الحربش، وغيرهم كثيرون، تعلّم من هؤلاء، لا عدو دائم، ولا حبيب دائم، هناك حروب سياسية، هناك مواقف شعبية، هناك دغدغة مشاعر لأهداف انتخابية دون الخصام، محارب يهّال. 
مرة أخرى أناشدك يا بوعبدالعزيز لتثبت للشارع والنظام بأنك رجل وأنت فعلا لك مواقف تحسب لك، قدم استقالتك وارحنا واستريح، نزل ولدك عبدالعزيز والعب سياسة مثل من سبقوك. 
ارتاح وريح لأنك تعبت ولن تستطيع ان تتعب الكويت كلها، فأنت شخص، والكويت دولة، ونظام، ودستور، وحكومة، وبرلمان، وشعب، واعلام، منت قد ذوله كلهم ولن تكون. 
ارتاح وريح يا بوعبدالعزيز.