أقلامهم

الفزيع يرى أن بقاء الكويت مهدد

نواف الفزيع يكتب عن مخاطر يرى أنه من شأنها إزالة كيان الكويت:
خطران يهددان بقاء كيان الكويت المطامع الخارجية بحكم الموقع الإقليمي الحساس والفساد الناخر في الداخل.
أما المطامع الخارجية فدلالاتها وقفنا عليها كثيراً والفساد لا يقل دلونا فيه عن الأولى ولنا في الاثنين عقيدة وإيمان مطلق بخطرهما على كيان الكويت.
نقول كيان الكويت لأننا نرى أنه هو المستهدف والاستهداف أتى منذ أن طلعت الكويت على الدنيا.
الكويت استهدفت على مدى العصور غزاها العراقيون ومن قبلهم الطامعون كثر لكنها عصية عليهم بفضل من الله وبعزم أهلها متى ما توحدوا استطاعوا أن يكونوا في مواجهة متوازية مع هذه التحديات لكنهم متى ما أشغلتهم الخلافات وغيبهم قصور النظر، فإن ما جرى في الـ90 لن يكون بعيداً هناك التكرار من جديد.
غزو الخارج لا يقل خطورة عن غزو الداخل وغزو الداخل حقيقة ما يجري في صراع وفساد تتزعمه مجاميع سياسية اقتصادية لها مطامع وبعيدة عن مصلحة البلد.
في السلطة التنفيذية صرنا نرى من هو معني بجمع الثروات ومن يجمع الثروات غير معني بصناعة الدول.
جمال عبدالناصر انتقل الى رحمة الله تعالى وحساباته في البنوك لم تتجاوز الـ5 آلاف جنيه وحسني مبارك أو بشار الأسد أو زين العابدين حساباتهم بشهادة المصارف تجاوزت المليارات، أتعلمون لماذا؟
جمال عبدالناصر اجتهد وأخطأ لكنه كان في مجال صناعة الدول أما الباقون ممن ذكرنا أسماءهم معنيون بصناعة ثرواتهم الشخصية، لهذا سقطوا وسقطت العزبة التي أسموها دولتهم.
هنا في الكويت نعيش إحساس ان البعض في السلطة التنفيذية كل همه زيادة ثروته، فهل هذه الثروة يريدها وقوداً لصراع سياسي أم هي لاعتقاد منه أن الكويت غير باقية في السنوات القادمة؟
ما نعتقده أن هذا التدافع المحموم في تكوين الثروات الضخمة ليس له من تفسير إلا أنه شعور لدى البعض بأن الكويت مقبلة على نهاية.
هذا من جانب السلطة التنفيذية أما السلطة التشريعية فما نراها اليوم إلا أنها في صراع على المناصب وتسهيل الاستيلاء على المال العام، فهي منصبّة على أكثر من شكل سواء في موالاة أو معارضة مزعومة، إلا أنها في النهاية ليست إلا جزءاً من منظومة الفساد التي تنخر في البلد.
ليس هناك من يقود تيار وطني حقيقي في الكويت، بل اجتهادات فردية هنا وهناك، التكتل الوطني يتزعم حملة إبعاد الشيخ أحمد الفهد من الحكومة والتكتل الشعبي يتزعم حملة مماثلة ضد سمو الشيخ ناصر المحمد لأنهم يعتبرونه فشل في إدارة الحكومة.
الوطني يرفض التوقيع مع التواقيع المطالبة بإبعاد الشيخ ناصر المحمد والشعبي يرفض التصريح بالمطالبة بما يريده التكتل الوطني ضد الشيخ أحمد الفهد!
إذا كان التكتل الوطني يدعي الوطنية ومحاربة الفساد والتكتل الشعبي يدعي الشيء نفسه، فلماذا لا يرى الوطني في رئيس الحكومة ما يراه الشعبي فيه؟ ولماذا لا يرى التكتل الشعبي ما يراه الوطني في الشيخ أحمد الفهد؟
النائب أحمد السعدون أشار الى أن استجوابه الذي كان ينوي تقديمه لرئيس الوزراء من محاورة جسر جابر وشركة «زين» لماذا لم نسمع ولا تصريحاً واحداً للتكتل الوطني بخصوص هذه المحاور؟
الوطني يقول إنه يحارب الفساد ويرفض حديث الشعبي أو يصمت عن حديث الشعبي في ما يراه الأخير فساداً والعكس صحيح، الشعبي يرفض أو يصمت عن الحديث عما يراه الوطني أنه فساد.
نريد حوار العقل والمنطق لا حوار المشجعين بين قدساوية وعرباوية في مباراة بين القادسية والعربي.
كيف يتناسق كلام البعض مع الموقف الوطني؟ ألا يؤكد هذا التناقض على أن الفريقين محسوبان على طرفين وأن المسألة مرتبطة بمصالح الفريقين سواء كانت في التعيين أو المناقصات؟
تعبنا ونحن نقول المنظومة فاسدة بالنهاية وطنيتنا هي التي يشكك فيها، ما نقول إلا الشكوى لله يا كويت.