أقلامهم

العبدالجليل يقترح آلية أوروبية للتعايش بين السنة والشيعة

آلية التعايش السني الشيعي
يكتب المهندس نصار العبدالجليل عن تجارب أوربا في خلق تعايش مميز ويرى أن منع كل من له ولاء لإيران من الالتحاق بالسلك العسكري والأمني سيكون أفضل أسلوب للتعايش بين السنة والشيعة
م.نصار العبدالجليل
بدأ الصراع بين المسلمين واليهود والنصارى منذ بداية فجر الاسلام. فأصل الخلاف بين الغرب النصراني او اليهودي والعربي المسلم هو خلاف عقائدي، فلو نظرنا لواقع الغرب اليوم لوجدنا ان هناك هلعا كبيرا ومعلنا من دول الغرب وخصوصا الدول الأوروبية مثل فرنسا والمانيا وبريطانيا، حيث أكدت الدراسات هناك بان اعداد الأوروبيين من اصول اسلامية وعربية اصبحت تتزايد بشكل مخيف بالنسبة لهم، ففي فرنسا مثلا بعد اربعة عقود من الآن ستصبح نسبة اعداد الفرنسيين من اصول اسلامية اكثر من الفرنسيين الاصليين وكذلك في بريطانيا والمانيا..
هذه الدراسة عكست الهلع لديهم ثم التصريح العلني، حيث أكد توني بلير رئيس الوزراء الأسبق لبريطانيا ان من حق الدول الاوروبية المحافظة على القومية الأوروبية، ولذلك أخذت أوروبا بسن قوانين من شأنها التضييق على الهوية الاسلامية بدافع صناعة الهجرة العكسية.
أما في فلسطين المحتلة، فدولة العدو اسرائيل التي تعتبر نفسها من الدول المتقدمة ديموقراطيا، تسمح للعرب الفلسطينيين حاملي الجنسية الاسرائيلية المشاركة (بالكنيست) البرلمان الاسرائيلي لانهم اجبروا ان يصبحوا مواطنين اسرائيليين بعد الاحتلال ولكن هي بنفس الوقت لا تسمح لمواطنيها العرب المسلمين السنة بالانخراط في السلك العسكري وفي الوظائف الحساسة بالدولة عدا الفلسطينيين الدروز حفاظا على الامن القومي لدولة اسرائيل.
كذلك الصراع الطائفي في جسم الامة الاسلامية بين الشيعة والسنة لم يكن وليد الحاضر او وليد ثورة الخميني او حزب الله، بل هي فتنة طائفية عمرها اكثر من 1400 عام تقريبا ومنذ مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله. ولكن لأن ايران في العصر الحديث تحتضن الطائفة والمذهب الشيعي في العالم الاسلامي، فان هناك من الطائفة الشيعية في الوطن العربي والخليج مَن يميلون في ولائهم لإيران. وايران تدعي انها محيطة بدول عربية سنية تنفذ مخططات أمريكية واسرائيلية وان دول الخليج ترعى المذهب السني، فإيران لا تسمح للسنة الايرانيين الذين يمثلون ثلث السكان هناك بالانخراط بالسلك العسكري والوظائف الحساسة وذلك للحفاظ على الأمن القومي لإيران.
فالغربيون والاسرائيليون والايرانيون يبررون لأنفسهم هذه الممارسات الاحتياطية مع مواطنيهم دفاعاً عن الامن القومي لبلدانهم، ولو كان احدا منا من هؤلاء الدول لبررنا مثل هذه الممارسات دفاعاً عن الامن القومي، فلماذا لا يكون مثل هذا ايضا في دول الخليج والكويت؟ فمن باب أولى لدول الخليج ان تحافظ على امنها القومي والا تسمح لمن يتضح ان لهم ولاء لإيران بالانخراط بالسلك العسكري والوظائف الحساسة امنيا، وهذا ليس من التعصب وانما يجب ان نستفيد من واقع مجريات الأحداث ثم نستفيد من تجربة الآخرين في الدفاع والحفاظ على الامن القومي.
في النهاية يجب ان نؤمن كمسلمين من ابناء الطائفة الشيعية والسنية فارسيين وعرباً بألا احد من الطرفين يستطيع ان يلغي الآخر، وانما علينا ان ننظر الى واقع وحقائق الامور بشفافية أكثر حتى نستطيع ان نتعايش ونتحاور بسلام….. (فهل من مدكر)؟!
– نافذة على الحقيقة: متطلبات المرحلة القادمة في الحكومة الجديدة هي الدفاع والحفاظ على الامن القومي للكويت وتقوية الوحدة الوطنية.