أقلامهم

الكاتب مبارك الهاجري يكتب عن معاناة الثوار في ليبيا بسبب تخاذل اليتو

مبارك الهاجري يسلط الضوء على معاناة الثوار في ليبيا، وينتقد حلف النيتو 

مبارك الهاجري
الأزمة الليبية يبدو أنها ستطول، ولن تجد حسماً واضحاً لما يجري على الأرض هناك، وما زاد الأمور تعقيداً تسليم زمام القيادة إلى حلف النيتو، ببساطة انظر عزيزي القارئ إلى أفغانستان، وستعلم علم اليقين أن الحلف لا رصيد لديه، ولا انجاز سوى المزيد من قتل المدنيين بالخطأ!
لم أر غموضاً اكتنف قضية أو ملفاً كالملف الليبي، تلكؤ، تصريحات متضاربة، عدم وقوف حلف النيتو على أرض صلبة توحي بقرب انتهاء هذه الأزمة، وقد رأينا كيف كانت أولى بشارات الحلف بقصفه للثوار بالخطأ، ما يدل على التخبط، وعدم الدراية الكافية للموقف على الأرض، عكس القيادة العسكرية الأميركية التي تعي تماماً الأحداث وتمكنها من تحديد أهدافها بدقة تامة!
أمر غريب وعجيب أن تستمر الأزمة الليبية بهذا الشكل المأسوي، دماء الأبرياء من المدنيين المحاصرين في المدن من قبل كتائب المخبول معمر القذافي تذهب هدراً دون ذنب أو تهمة! 
وما زاد الثوار ألماً تجرعهم المواقف التركية غير المتوقعة، ووقوف حكومة أردوغان مع المجرم القذافي ومطالبتها المجتمع الدولي عدم التدخل في الشؤون الليبية، أي وبصريح العبارة… لا تتدخلوا ودعوا المعتوه القذافي يفعل ما يشاء بحق شعبه تحت أنظار العالم المتحضر والديموقراطي، وفي القرن الواحد والعشرين!
نفهم أن اللعبة التركية أتت كنتاج طبيعي لحزب «الإخوان المسلمين» وسياستهم القديمة المتجددة الغاية تبرر الوسيلة! ولكن الذي لا نفهمه ولا نستطيع أن نهضمه كيف بمن يدعي الإسلام ويحرص على الالتزام بتعاليمه السمحة، أن يرى إخوانه في الدين يُنحروا كنحر الخراف دون أن يبادر ولو بخطوة واحدة تدل على رفضه للمجازر التي ترتكب بحق شعب أعزل وفاقد للحد الأدنى من المقومات الضرورية!
كان للحكومة التركية في حكومة قطر أسوة حسنة، وكان الأجدر بها أن تقتفي أثرها ولو بالقليل من المساعدات والدعم السياسي، لا أن تنتهج منهجاً فاضحاً وضع مصداقيتها على المحك!
تساؤلات عديدة ومفاهيم غريبة دخلت الأزمة الليبية لا يستطيع عاقل أن يجيزها أو يستحسنها! فقد بدت المصالح فيها بشكل واضح وجلي، غير عابئة بالدماء التي أريقت ظلماً وعدواناً، فأصبحت ليبيا وغزة سواء، قتل يومي وظلم فادح وصمت دولي خائن لحقوق الإنسان!