يكتب عبداللطيف الدعيج عن صعوبة نسيان الكويت لأثر الفأس الأيرانية في ترابه، ويطلب من إيران التعامل مع الوضع بشكل صحيح
نريد أكثر من التطمينات الديبلوماسية
عبداللطيف الدعيج
يجب الاعتراف بأن تعامل وزارة الخارجية الايرانية مع الاتهامات الكويتية بالتجسس والتدخل في الشؤون الكويتية تعامل حضاري وراق. وقد جسد ذلك بشكل افضل الرئيس أحمدي نجاد، الذي بدا فعليا معنيا بالاحتفاظ بالعلاقات الطيبة بين ايران والكويت. مع هذا الاعتراف، ومع هذا الاعجاب بالدبلوماسية ومحاولات التهدئة الايرانية ــــ التي قد تكون اساسا محاولة للتستر على الحقائق وتطويق الوقائع ــــ فاننا لا نزال نذكر الخارجية الايرانية وكل من يحاول التملص من التدخل الايراني في الشؤون الكويتية أن الاتهام موجه من القضاء وبعد تدقيق النيابة العامة وبعد تحقيق الاجهزة الامنية. لهذا، فان احتمال ان تتكاتف ثلاثة اجهزة من ضمنها القضاء والنيابة لتشويه سمعة ايران امر ليس مستبعداً فقط، بل هو مستحيل. تماما مثل استحالة ان تتمكن الاجهزة الاميركية من توجيه او خداع هذه المؤسسات وتأليبها على ايران كما زعم الرئيس الايراني.
لقد مضى على الاتهامات ما يقارب العام الكامل، قد حرصت القيادة الكويتية على التزام الصمت، وانتظار نتيجة التحقيق والتدقيق القضائي. الآن بعد ان أعلن القضاء حكمه، وادانت المحاكم التدخل الايراني، فإن الاتهام الكويتي مبني على حجج قضائية واثباتات من السهل وصفها بالحيادية، ومن الواجب الاعتراف بنزاهتها وصدقها. لهذا، ومن هنا والى ان يتم نقض هذه الاحكام من محاكم اعلى درجة، تبرئ ساحة الادارة الايرانية، فإن الاتهامات ستبقى حقيقة، ومسوؤلية النظام الايراني وضلوعه بالتدخل في الشأن الكويتي وحتى الخليجي قائمة.
لهذا، فإن المطلوب، كما قلنا سابقا، ان تتحرى الخارجية الايرانية في الأمر داخل ايران. وان تبحث بين زوايا النظام الايراني وخباياه عمن هو معني بتخريب العلاقة بين الكويت وايران او من يسعى الى تحقيق اهداف ومطامع خاصة في الكويت.
اننا معنيون برأب أي صدع في العلاقة بين الكويت وايران. لكن سيكون صعبا على ايران التنصل من مسؤولية التجسس، وسيكون أصعب على الكويت ان تتسامح، فأثر الفأس الايرانية لا يزال بارزا في التراب الكويتي، من المستحيل على إيران إنكاره ومن الصعب على الكويتيين تجاهله.
أضف تعليق