أقلامهم

العدواني يكتب عن دولة التجار والشيوخ

مشاري العدواني

 

قبل شهر تقريبا قمت بتأجير سيارة لمدة عامين من إحدى شركات التأجير الكبرى بالبلد، مع تأمين ذهبي شامل وسيارة بديلة مناسبة في حالة الحوادث لا سمح الله وكلام معسول ماله أول من آخر، وبالفعل سارت الأمور على ما يرام، حتى الأسبوع الماضي!

الله يسامحه إمام مسجد مصري لم يكن منتبها للطريق فخرج من المواقف إلى الشارع الذي كنت أسير فيه، وهشم مؤخرة سيارتي! وبعد المخفر والتحقيق، والذي منه، ذهبت للشركة الكبرى التي يملكها عيال بطنها، لتسليم سيارتي لهم مع التقارير وخلافه، ولاستلام السيارة البديلة المناسبة وحط لي 12 خطا تحت كلمة مناسبة!

العسل صار لونه أسود! والكلام تغير، وأخلاق تجار وشركات هذا الزمن خرج على السطح ويكفي أن أقول لكم بأنهم لو سلموني “جاري بالون” دراجة هوائية يستخدمها بكثرة زراعو الحدائق المنزلية… لكان الموضوع اشرف!

هذا ما حدث معي شخصيا وفي موضوع تأجير سيارة، وبكل تأكيد ما يحدث مع غيري في دولة التجار أعظم بكثير فنحن نعيش في زمن بعض التجار فيه يمارسون البلطجة بكل معنى الكلمة بتواطؤ من الحكومة وأجهزتها المهترئة!

… ومن دولة التجار إلى دولة الشيوخ مشكلة بعض الشيوخ وخصوصا شيوخ الحكومة بأنهم يحيطون أنفسهم ببطانة يا ليت كانت فاسدة لكان الموضوع هينا بل هي بطانة مدمرة وقاتلة فالبطانة…. التي تخفي سخط غالبية الناس وغضبهم من الأداء الحكومي وتأتي بنماذج تتزلف وتكذب وتنافق من اجل حفنة دنانير أو جاهية أو علاج بالخارج أو منح دراسية أو حتى سيارة وتصورهم بأنهم نبض الشارع الكويتي هي بكل تأكيد مدمرة للشيوخ أنفسهم!

والبطانة…. التي تتبنى وتصرف على وسائل إعلام من قنوات وصحف وكتاب، يسبّحون ليل نهار بأسماء المسؤولين الفاشلين، ويتفننون بشتم المعارضة بنوابها وقبائلها و عوائلها وجمهورها وتصويرهم على أنهم أقلية بالبلد هي بكل تأكيد بطانة مدمرة للشيوخ!

والبطانة….التي لا تصارح رئيس الوزراء أو الوزراء الشيوخ، بقرار خاطئ يتخذه وتصور له خطأه بأنه صواب وصواب الآخرين أخطاء بل خطايا هي بكل تأكيد مدمرة للشيوخ!

مشكلتكم الأساسية في البطانة… غيروها تصحوا ويصحو البلد، وأبقوها ستبقون في دوامة ستدمركم قبل أن تدمر البلد!