أقلامهم

قد يكون هناك من السنة أيضا من يوالي إيران برأي البغلي

علي احمد البغلي 

زميلنا العتيد عبداللطيف الدعيج كتب مشكوراً عن أحد المنتمين لتيار اقصائي تكفيري يطالب المواطنين الكويتيين المنتمين للطائفة الشيعية «بادانة التدخل الايراني، كدليل على براءتهم من الاتهام وتوثيق لولائهم وانتمائهم الوطني».

وأنا بصفتي أحد من أدانوا التدخل الايراني في شؤون دول الخليج، وأوضحت ان نظام الحكم الايراني ليس هو المثال القدوة لنا، أرفض دعوة المذكور وطرحه الاستئصالي، الناضح بالطائفية والتعصب، فأهل الكويت لم يطالبوا اخوانهم من أهل السنة ولا المنتمين للتيار السلفي – الجهادي، وهم أكثر من الهم على القلب في الكويت وخارجها، بالتبرؤ من جرائم «القاعدة» الدموية في كل بلدان العالم من أميركا الى اندونيسيا وأفغانستان الى العراق، والتي قام بها هذا التيار بذبح الناس كالخراف على الهوية الطائفية على يد احد مجرمي هذا التيار وهو الهالك أبو مصعب الزرقاوي!

فنحن نؤمن بقول الله تعالى: «ولا تزر وازرة وزر أخرى» بعكس هؤلاء الذين يصطادون في المياه العكرة ويبحثون في كومة قش عن أي ابرة يغرسونها في أجساد اشقائهم وشركائهم في هذا الوطن ممن يختلفون معهم في المذهب والعقيدة! هؤلاء يفرحون لأي جنازة يشتمّون فيها رائحة اذكاء الطائفية والعصبية المقيتة لكي يشبعوا فيها لطماً وتقريعاً وتخويناً للاخر المختلف معهم في عقيدتهم الاستئصالية التكفيرية.

وما قاله من اشار اليه زميلنا أبو راكان يهون عن طرح أحد المنتمين للمدرسة التكفيرية نفسها، الذي طرح طرحاً يذكرك بطروحات النازية العنصرية.. هذا الغر التكفيري حرض دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها الكويت، على الاقتداء باسرائيل في اقصائها للفلسطينيين العرب السنة من الانخراط بالسلك العسكري والوظائف الحساسة! والدول الغربية في تضييقها بالتشريعات – حسب قوله – على المسلمين ذوي الاعداد المتكاثرة من مواطنيها.. وطالب دول الخليج باقصاء مواطنيها ممن يثبت ولاؤه لايران بالانخراط بالسلك العسكري والوظائف الحساسة امنيا.

هذا الطرح الذي اراد به هذا المتعصب من دول الخليج الاقتداء باسرائيل، وهي الكيان او الدولة التي نشتمها ليلا ونهارا لعنصريتها واضطهادها للاقلية العربية فيها، يتعارض مع الدين والدستور والقوانين وكل النواميس.

الاقصائي التكفيري يطالب باقصاء من ولاؤه لايران من الوظائف العسكرية والحساسة، ويقصد بذلك المواطنين الشيعة.. ألم يفكر لحظة وهو يدس خنجره في خاصرة الوحدة واللحمة الوطنية لهذا البلد والمنطقة، ان من يكن الولاء لايران – عدوته الاولى والوحيدة الآن لانه اشاد وطلب الاقتداء باسرائيل – قد لا يكون بالضرورة منتميا للمذهب الشيعي؟ فقد يكون سنيا.. فأفراد الشبكة التجسسية الاخيرة من الايرانيين هم من المنتمين للطائفة السنية! ولربما ان اختيارهم على تلك الشاكلة تم لسبب التمويه والتضليل.. وبالتالي فان من يُحتمل ولاؤهم لايران سيشمل كل الشعب الكويتي بموجب منطق الاستقصائي الاعوج بشيعته وسنته!!

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.