أقلامهم

اتركوا المهاترات وزاقبوا الموقف الخطير الذي تمر به المنطقة وأعطوا الحكومة فرصة للعمل ياسياسيينا .. نداء العتيبي للسياسيين الكويتيين

خالد ضيدان العتيبي 

“فكونا” من مهاتراتكم وانظروا الى حالنا

يفترض بالعاملين في المجال السياسي ان يكونوا على قدر كبير من المسؤولية, واذا كانوا في موقع رسمي تكون مسؤوليتهم الوطنية اكبر بكثير من غيرهم, فمن يعمل في المجال العام او ينتمي الى تيار سياسي تحسب تصريحاته ومواقفه بدقة متناهية و لايتهور في الموقف لانه يعرف مسبقاً ان الاحداث ستجعله في المستقبل في الموقف ذاته الذي سينتقده, وبالتالي يحسب كما يقولون خط الرجعة, واذا كان مسؤولا في منصب عام تصبح الدقة في المواقف اكبر بكثير من ذي غير منصب, ولكن للاسف فان بعض نوابنا وبعض الوزراء ايضا يندفعون في المواقف الى درجة الاسفاف في التصريحات ما يثير الغثيان عند الناس, اذ في المرحلة الحساسة جدا…جدا التي نمر فيها نجد بعض نوابنا تأخذهم الكيدية الشخصية الى حدود لا يمكن ان تغتفر تحت اي ظرف من الظروف, وهؤلاء يمكن لناخبيهم ان يحاسبوهم على تلك المواقف في صناديق الاقتراع, لكن هذه المحاسبة المتأخرة لا تعني ترك الامور على ما هي عليه, فبدلا من الالتفات الى الهموم التي تشغل الناس, والبحث جديا في برنامج عمل للحكومة المقبلة تحقق فيه طموحات هؤلاء الناس الذين انتظروا طويلا ان تتحقق الوعود التي اطلقها النواب في حملاتهم الانتخابية, لم يسمحوا للحكومات المتعاقبة ان تعمل على تحقيقها, بل لا نكاد نخرج من دوامة استجواب حتى ندخل في دوامة اخرى, وكأن حلت كل مشكلاتنا ولم يبق الا البحث في الدفاتر القديمة حتى يصفي النواب حساباتهم الشخصية من على منصة قاعة مجلس الامة.

في المقابل وجدنا بعض الوزراء لا هم لهم الا البحث في اطلاق التصريحات للرد على بعض النواب, وفي الاونة الاخيرة وبدلا من ترك امور الحكومة المنتظرة تترتب وفقا للاولويات الوطنية والتنموية بدأت عمليات التراشق بالتصريحات الى درجة اصبح فيها الامر اقرب الى تصرفات الاولاد المراهقين حين يبدأون في الحلف والقسم, ولم يبق الا ان يصير الامر كما في المدارس الابتدائية وهو ان يحضر كل منهما ولي امره والحلفان امامه,مع احترامنا واكبارنا الى الرجال الكبار من ابناء الكويت, ولكن  التوصيف على الحال التي وصلت اليها الامور اخيرا جعلتنا نذهب الى هذا الحد في قسوة الانتقاد, لاننا لم نسمع من اي من النواب الذين رفعوا راية التأزيم في السنوات الاخيرة اي سعي جدي الى وضع قانون يفيد الناس الا اذا كان هؤلاء لا يملكون المقدرة التشريعية ولا يرون من العمل النيابي الا الاستجوابات والكيدية السياسية.

لصاحب السمو الامير وحده ان يختار من يشاء لرئاسة مجلس الوزراء, وعلى النواب التعامل مع هذا الرئيس من خلال اعمال الحكومة وانجازاتها وليس تقصده بالاستجوابات والاسئلة ومنعه من ممارسة دوره الحكومي واذا اخفق في ادارة الحكومة عندها يرفع النواب كتاب عدم تعاون, لكن ان تبدأ الحرب على الحكومة قبل ان تتألف وان نبحث في الدفاتر القديمة بالطريقة التي رأيناها اخيرا ففي هذا اسوأ انواع الممارسة السياسية, بل هو مراهقة وليس نضجا سياسيا ولا يبشر بخير ابدا.

بالكويتي”فكونا… فكونا… فكونا” من كل هذه المهاترات وانظروا جيدا إلى ما يجري حولنا و ضعوا اجندة وطنية حقيقية تتفق مع ما يريده الناس في الكويت وليس ما تريده مصالحكم الشخصية, ولهذا فعلا نتمنى ان تكون الحكومة المقبلة بمستوى طموحات الناس, وان يتركها  بعض النواب تعمل اقله في فترة تجربة لسنة واحدة وبعدها ليحكموا عليها, اذا كانوا فعلا يريدون الخير للكويت, والا فعلا ستكون الحياة السياسية في خطر, وستتعطل مصالح الناس, عندها لن تنفع البطولات الوهمية بعض النواب.