المحامي نواف ساري
رئاسة الوزراء .. فريضة أم سنة
قبيل رحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك كانت النكتة التي يقولها المصريون عنه عندما سأله أحدهم «يا ريس ما رأيك في التغيير فقال هو سنة الحياة فقالوا له طيب انت مش هتتغير فقال لهم لا أنا فريضة مش سنة».
ورغم ان النكتة تعبر عن مزحة في كل الأوقات إلا انها في أغلب الأوقات تعبر عن واقع نعيشه يبلغ فيه الجد مبلغ القلق ونتذكر مع المزاح هموم في واقع اصبح علينا محتوما، ونتساءل فيه هل رئاسة مجلس الوزراء فريضة علينا أم سنة؟ ولكن قبل ان أجيب على هذا السؤال أقول إحقاقا للحق ان رئيس مجلس الوزراء شخصية دمثة الخلق طيب القلب هادئ الطباع متواضع ولكن كل تلك أمور لا يمكن ان تصلح وحدها كأداة بهذا المنصب ومقومات لاعتلائه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يول أبا ذر الغفاري لأي ولاية حيث سأله الأخير ألا تستعملني يا رسول الله فرد عليه صلى الله عليه وسلم بعد ان وضع يده الكريمة على ركبتيه قال له إنها أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة، ولأن مقومات القائد تختلف فلا دماثة الخلق ولا طيب القلب ولا هدوء الطباع هي طوق النجاة مما نعيشه من تنمية متوقفة ومشاريع معطلة وأموال ضائعة وفتن ظاهرة، ولم تكن هذه الصفات ان تكون موطن أحلامنا أو بداية طموحنا.
يا سمو الرئيس لقد طمع فيك من طمع بغير حق «وهم قلة» وانتقدك الباقون بحق وهم الأغلبية والآن ماذا تنتظر وقد حصلت على كل الفرص بعد ست حكومات عجاف وتأكدنا ان سماءك خالية من الأمطار وأرضك جدباء خالية من الزرع، نعم يا سمو الرئيس اننا لا نخفيك سرا اننا كنا نحلم بأن يكون لدينا رئيس قوي وأمين في وسط الأهوال السياسية والاقتصادية التي يشهدها الوطن من كل حدب وصوب.
يا سمو الرئيس اليوم بعد ان اصبح هذا المنصب فرضا واقعا على كل الكويتيين وان لم يستطيعوا التغيير فإنني اتمنى ان تكون لديك حكومة بوزراء قادرين على العمل لمصلحة الشعب وغير تأزيميين وغير مهددين بالاستجوابات فإذا لم يتحقق ذلك ولم تستطع انت التغيير في النهج والوزراء، فانني اقترح ان تكون لدينا حكومة فزعة وطنية تتشكل من النواب دليهي الهاجري وسلوى الجسار وخلف دميثير وحسين القلاف، خاصة واننا سمعنا ان الحكومة القادمة سوف تكون برلمانية أو بر مائية تستطيع ان تعيش في أي مناخ وفي أي مكان وتلعب سياسة في كل الظروف ولم اجد أفضل من هؤلاء.
وأعود إلى بداية سؤالي هل الرئيس سنة أم فريضة؟ وأجيب اختصارا تأكد لي انها فريضة على كل مواطن وليست سنة ولكنها فريضة نحترمها أخلاقيا ولكننا نرى ضرورة تغييرها وطنيا.
أضف تعليق