أقلامهم

عودة أحمد الفهد عبث.. ويكفي الرئيس هروبا .. والتكتل أقوال بلا أفعال .. المحارب يطلق الرصاص في جميع الاتجاهات

منصور المحارب

حكومة التعطيل 

ما يتم تداوله أن الحكومة بصدد التباطؤ في التشكيل الوزاري وان هناك تعمدا أن يمتد تعطيل المجلس إلى ما بعد عطلة الصيف فإن صح هذا فهو يعني قمة اللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية والهروب للإمام دون وعي وإدراك حقيقة أن ما تديره الحكومة دولة وليس صراعا دائما مع المجلس وتعطيل استحقاقات وتأخير استجوابات مستحقة على الأقل دستورياً.

الحكومة تريد التأجيج والتصعيد والحشد عليها من جديد قبل أن تبادر إلى القيام بدورها وتعلن أن النهج القادم جديد ولو عاد نفس الرئيس فنحن نجد أن هذه الحكومة تؤكد أن نهجها برئيسها قد عادا لمثل ما اعتادا.

فكان الأجدر على الحكومة أن تبادر بإعلان نوايا للشعب والدستور والمجلس بأنها أي الحكومة قادمة للعمل والانجاز والدليل سيكون هذه الحكومة التكنوقراط التي ستلبي الطموح وتحرق المراحل وتعوض ما فات وإنها ستلتزم بالدستور التزاماً قولاً وعملاً وإنها ستحترم فصل السلطات وتسعى إليه وستعمق مفهوم حكومة النزاهة والحكم الرشيد وهي بذلك تمد يدها للمجلس للعمل المشترك المبني على وضع الأولويات وانجازاتها.

لكن يبدو أن الحكومة بهذا التعطيل المستمر لمصالح الأمة تلعب كما في الست وزارات السابقة على عنصر الوقت الذي لن يفيد الحكومة ولا الكويت.

فلعبة الوقت قد أضاعت ولا تزال خلال الخمس سنوات الماضية الكويت ، فالاستجواب إلى سمو الرئيس مع إعلان النوايا ووجود صدق  ظاهره في التشكيل الحكومي الجديد ربما يتم إرجاؤه ولكن بالتصعيد الحكومي والتعطيل وعدم إيجاد تشكيلة مثالية وعودة متوقعة لأحمد الفهد وان بوزارة أخرى لهو عبث ستدفع الحكومة ثمنه برئيسها حتى في أكتوبر مع العودة ولكن مع حشد نيابي وجماهيري ربما يكون غير مسبوق ، فسياسة الهروب إلى الأمام سياسة لم تعد تجدي نفعاً.

وعلى الحكومة أن تدرك جيداً أنها أمام مفترق طرق ولعبة الوقت ستجعل من خساره ناصر المحمد لكثير من مؤيديه وإقصائه قريباً سيكون متوقعاً.

ولا نحسبنا بحاجة إلى التأكيد أن السياسية السابقة والنهج السابق لم يحققا إلا تصعيداً أو استمراراً في الانحدار على كافة المستويات سواءً التنمية البشرية والاقتصاد والتعليم والصحة والإسكان والأمن والأمن الاجتماعي…. الخ ويبدوا أن التأزيم المصطنع من الحكومة سيستمر وسنستمر في لعبة القط والفار ولكن ليعلم سمو الرئيس أن الباقي هو الشعب ومجلس الأمة واللعبة على حرق المجلس والدستور وتأجيج الشارع على المجلس لن تجدي نفعاً وعليه أن يقرأ الساحة الإقليمية جيداً فهناك من وضع حياته ثمناً كما حدث في تونس ومصر وليبيا والبحرين وعمان واليمن والآن في سورية من اجل أن يحظى بدستور مماثل للكويت على الأقل ولن يكون الشعب الكويتي اقل حرصاً على كرامته الإنسانية والمواطنة الدستورية وسيسعى بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على هذه المكتسبات وأما أصوات النعيق التي تطالب بحل المجلس أو تنقيح الدستور لخدمة الفساد فلن تجد لها الصدى المتوقع إلا كصدى الجمهور الذي احتشد في ساحة الإرادة عندما تم أعادة تكليف سموه حيث لم يزد على العشرين شخصا وهذا هو الرقم الذي يعول عليه في هذا المسعى.

لذا على الرئيس أن يكتفي هروباً  للأمام بالتشكيل المثالي وبما يتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة وعليه مواجهة المجلس بصورة مخلصة ووطنية وبعيداً عن الالتفافات على الدستور والمجلس والشعب فما نريده الانجاز وليس مزيداً من الفساد والتراجع الذي بتنا لا نحتمله إطلاقا.

* * * * *

غريب أمر التكتل الوطني فكلهم ماعدا الرومي ورولا يطالبون اعلامياً برئيس جديد ونهج جديد ولكن لا نجدهم في أي موقع يؤكد حرصهم على ذلك بدءاً من المشاورات ونهاية بالاجتماع الأخير في كيفان …. فهل هذا النهج الوطني الجديد؟!

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.