أقلامهم

قصة مسلم مثل سالفة البعير الأخضر .. على ذمة الغنام

صالح الغنام

لأننا نستحي! 

عندما كتب الآباء المؤسسون دستور دولة الكويت, فهم – ولهم منا كل الحشيمة – لم يكونوا سذجا, حتى يجهلوا الفرق بين “الدائرة الانتخابية” وبين “الدوائر الانتخابية” فهم بالأصل والأساس وصلوا إلى المجلس التأسيسي بالانتخاب عن طريق 10 دوائر, وأول فصل تشريعي تلا المجلس التأسيسي, جرت الانتخابات فيه وفقا ل¯ 10 دوائر, وهكذا توالت الانتخابات للفصول التشريعية اللاحقة بنظام 10 دوائر, ثم 25 دائرة, إلى أن وصلنا إلى 5 دوائر. ولأن هناك من يدفع بقوة نحو إقرار الدائرة الواحدة, رغم ما فيها من خرق واضح وصريح للمادة 81 من الدستور, فهنا لابد أن ننتبه لأسباب الدافعين بهذا الاتجاه, فحتى اللحظة لا يقول بهذا, إلا نواب تردت أوضاعهم الانتخابية في دوائرهم ويسعون إلى الهروب من نقمة وانتقام ناخبيهم بالقفز للدائرة الواحدة, أو نوابا يتحركون بخبث ودهاء لإضعاف الرقابة الشعبية عليهم وإلغائها تماما.

طبعا بين “البينين” هناك من يطالب بالدائرة الواحدة بحسن نية, ومن دون إدراك بخطورتها وضررها. الغريب أن مطلقي هذه الدعوات, نجحوا باقتدار في حصر الحديث وقصره, بالمفاضلة فقط ما بين ال¯ 5 دوائر والدائرة الواحدة, أما من يجرؤ بسرد فضائل نظام ال¯ 25 دائرة, وأهمية العودة إليه, فسيغسلونه غسلا, وسيتناوبون على تسفيهه وتجريحه وحتى تخوينه, لذلك آثر معظم الناس السلامة وعزفوا عن الخوض في هذا الأمر.

قبل يومين, أثار الوزير والنائب الأسبق الأخ جاسم العون, إعجابي, في لقائه مع الزميلة “القبس” حين ذكر بأهمية العودة إلى نظام ال¯ 25 دائرة, وأنا أحيي العون لأن في لقائه هذا تحفيزا للآخرين في تعداد مناقب نظام الانتخابات بالدوائر ال¯ 25 وأيضا لأنه من القلائل الذين جاهروا برأيهم, من دون أن يبدوا خشية ولا اعتبار لغضب وحنق وردود أفعال الذين أتوا بنظام الدوائر الخمس الفاشل برغبة “شوارعية”.

لأننا نستحي, فقد أغلق معظمنا فمه, وراح ينظر للمتهورين باستغراب وهم يندفعون للعب في حسبة الدوائر, وكأن النظام الانتخابي في الكويت, حقل تجارب يعبثون به وفقا لأهوائهم وتبعا لمصالحهم الانتخابية. نعم يا سادة, فواقع التجربة يثبت أن نظام ال¯ 25 دائرة بما فيه من علل, إلا أنه الأفضل والأنسب, فهو النظام الذي جاءت غالبية مخرجاته بأحسن النواب على مر تاريخ الكويت, وهو النظام الذي كانت الرقابة الشعبية فيه تتم على أصولها, وكان فيه الناخب ملكا وسيدا, يخطب النواب والمرشحون وده, ويحسبون لرأيه ألف حساب, بينما في ظل النظام الانتخابي الحالي, فإن النائب أو المرشح لا يعير اهتماما ولا يحفل حتى بديوانية تحتكم إلى “بلوك” قوامه 300 صوتا, فالأصوات كثيرة والدواوين أكثر, وما يُفقد هنا يُعوض هناك, فإن كانت هذه هي حال الناخب في ظل الدوائر الخمس, فما بالكم بحاله في الدائرة الواحدة?! “يتراوالي” يومها سيضطر الناخب لتقديم طلب التماس لمقابلة النائب!

***

سالفة مسلم البراك مع اعتذار الحكومة للسفارة الإيرانية, مثل سالفة “اللي” دخل ديوانية, وقال للحضور رأيت للتو بعيرا أخضر, فاستغرب الحضور عدم صدق روايته, وراحوا يتهكمون عليه, ثم بدلا من أن يغادر الديوانية محبطا ومذموما, أخذ يتحداهم بأن يثبتوا له عدم وجود بعير لونه أخضر! عجيب بوحمود!