د. نايف العدواني
بوق اشكره
تعودنا في دول العالم الثالث أن يقوم بعض المسؤولين بسرقة أموال الدولة ليصبحوا من أصحاب الملايين بعد أن كانوا من أصحاب الملاليم، اي من حفاة إلى رجال أعمال وأصحاب ثروات، وتتم هذه السرقات او التطاول على المال العام بسبب عدم وجود قوانين رادعة، أو عدم الجدية في تطبيق القوانين لاسباب كثيرة، ليس اقلها شيوع التهمة بين أكثر من مسؤول، وتواطئهم في السرقة او تسهيل طرق السرقة، او لاعتبارات اجتماعية كون المسؤول السارق من أسرة مشهورة، فتكون سرقة حلال و»شطارة« وكل ما يعمل تجاهه، الطلب منه تقديم استقالته والاكتفاء بما سرق »يعني قرصة اذن بسيطة« اما اذا تم ضبط احد »الفقارى« الفقراء وهو متلبس بسرقة رغيف خبز، طبقت عليه كل القوانين بما فيها الاجراءات التحفظية، ومع كثرة السرقات الحكومية اصبح لدى من يقوم بالسرقة من الحكومة مستشارون في عمليات التنظيف او التطهير من السرقات بالتلاعب بالمستندات وغيرها، ولكن أن يظهر احد سراق المال العام الجدد من اصحاب المناقصات، والذي استغل اعياد الدولة والتحضير للاحتفالات وتجميل الدولة بالاعلام والانارة والزراعة ويقوم بزرع فسائل نخل الزينة والمسمى »نخل واشنطن« في الرصيف الذي يفصل جانبي الدائري الخامس خصوصاً مقابل قصر بيان، تصوروا يزرع نخلة في رصيف، فكيف بالله يتم سقيها والعناية بها، هذا العبث بالمال العام، هذا الاستخفاف بالذوق العام والرأي العام، دليل على تفشي الفساد والتطاول على سرقة المال العام وتبديد أموال الدولة والتي هي اموال الشعب في النهاية، يبدو ان اخواننا التجار وزبائنهم من بعض المسؤولين الحكوميين الذين يسهلون لهم السرقة او يتناصفونها معهم قد درسوا في بعض الدول العربية ذات النظام الرئاسي المطلق، والتي يقوم بعض المسؤولين فيها بسرقة الأموال عن طريق استغلال المناسبات الوطنية، فما أن يمر الرئيس في شارع حتى يقوم هؤلاء بتزيينه بأشجار كبيرة تزرع على جانبي الطريق وبعد ان يمر موكب الرئيس تترك هذه الأشجار دون ري وتهمل حتى تموت، فقد انتهى الهدف من زراعتها، وهو التزلف للرئيس، وجعله يشعر ان الامور تسير على ما يرام والبلد حلوة و»متروقة« ولكن الأمر في الكويت تعدى ذلك الى زراعة نخيل في رصيف طريق عام دون ان تسقى او يستطيع ريها الا بواسطة »طائرة هليكوبتر« يعني بوق عيني عينك..اشكره.
أضف تعليق