أقلامهم

التوتر السياسي غطاء شرعي للفساد الجاري .. المليفي يكشف مخاطر تهدد الوطن والمواطن

آحمد المليفي  

المتاهه

في ظل الجرعة السياسية الزائدة التي يعيشها البلد منذ أمد ليس بقصير تأثرت الكثير من القضايا الرئيسية والمهمة وأصبحت خارج المشهد السياسي الحقيقي لتحل محلها قضايا نستطيع أن نقول عن اغلبها انها هامشية اذا قيست بموازين الأهمية والأولوية. 

واحدة من هذه القضايا المهمة والتي لم تأخذ حيزا كبيرا من وقت المجلس هذه الاعلانات المتكررة عن اكتشاف كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة. يوميا تعلن البلدية عن اكتشاف مئات الأطنان من هذه اللحوم. وهذا ما تم اكتشافه فما بالك بما تم تسريبه وتوزيعه ليوضع على موائدنا فنأكل اللحم الفاسد. 

ورغم أهمية وخطورة هذا الأمر فهو يتعلق بأكلنا وصحتنا جميعا الا أن هذا الموضوع لم تتم معالجته بالأهمية المطلوبة فلم يفتح الملف على مصراعيه للوقوف على ادق تفاصيله والجواب عن أسئلة مهمة، مثل متى بدأ؟ ومن المسؤول عنه منذ البداية؟ وما آثاره على حياة الانسان وصحته؟ الاجابة عن مثل هذه الأسئلة ستكشف مقدار الفساد في أجهزة متعددة منها البلدية والجمارك والصحة والتجارة والشؤون. قضية أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي قضية مضخة مشرف التي قالوا ان علاجها لن يتجاوز أشهراً وها نحن ندخل السنة الثانية ورائحة الفساد المنبعثة منها مازالت تزكم الأنوف وتكلفة اصلاحاتها تجاوزت العشرين مليوناً أي ما يقارب تكلفة انشائها ومازال الملف مقيدا ضد مجهول ومازلنا لا نعرف ان كان سيتكرر مثل هذا الواقع أم لا؟ 

الحادثة الأخيرة وليست الآخرة وهي الأخطر على الجانب الأمني ما حدث للسور الكهربائي في حدودنا الشمالية من اختراق وقطع منذ أكثر من أسبوعين ولا احد يعلم عنه ومن المسؤول عن مراقبته وهل تم استخدامه كمنفذ لارهابيين أو متسللين؟

هذا الخلل الأمني ونحن نعيش أجواء غاية في التوتر تستلزم اشد حالات الحذر والحيطة ولكن لا حياة لمن تنادي. 

هذه أمثلة لحالات تهم الوطن والمواطن، حاجات حقيقية وخطيرة ولكنها للأسف تاهت في زحمة العمل السياسي المعلب والموجه.